كشاب مغربي يعيش واقع سوق الشغل في الوظائف العمومية، أرى أن العمل عن بعد ليس رفاهية، بل ضرورة للتجديد وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. الواقع الحالي للموظفين في المغرب غالبًا ما يفرض عليهم أوقات عمل صارمة وروتينًا يوميًا طويلًا، مما يقلل من قدرتهم على التركيز والإبداع ويأخذ وقتًا ثمينًا من العائلة والراحة.
لماذا العمل عن بعد؟
العمل عن بعد يمنح الموظف الحرية في تنظيم وقته بطريقة أكثر مرونة. يمكنه إنجاز المهام بكفاءة أكبر دون ضغوط التنقل اليومي، ويتيح له خلق وقت حقيقي للأسرة والعمل على تطوير ذاته. تجربة بسيطة تثبت أن الموظف الذي يعمل من بيئة مريحة يشعر بطاقة متجددة ويستطيع تقديم أداء أفضل من موظف محاصر بروتين ثابت.
حركة المداومة: حل ذكي للتوازن
اقتراحي هو اعتماد حركة المداومة الذكية: تناوب الموظفين بين الحضور إلى المكتب والعمل عن بعد. بهذه الطريقة، نحافظ على التواصل المباشر عند الحاجة، ونتجنب الاكتظاظ، مع الاستفادة من أيام العمل عن بعد لإعادة شحن الطاقة وتجديد أسلوب العمل. الموظف سيشعر بالحيوية وسيتمكن من التوفيق بين التزامات العمل ووقته الخاص، وهذا ينعكس إيجابًا على جودة العمل.
تغيير الأسلوب وتجديد الطاقة
العمل عن بعد وحركة المداومة لا يعكسان فقط تنظيم الوقت، بل يمثلان تغييرًا جذريًا في أسلوب العمل نفسه. الموظف يصبح أكثر قدرة على الابتكار، أكثر تركيزًا، وأكثر تحفيزًا، بدل أن يكون مجرد جزء من روتين مكتبي تقليدي. التكنولوجيا تصبح أداة تساعده على التواصل، متابعة المهام، وتقديم أداء أفضل كرؤية شاب مغربي، أرى أن العمل عن بعد في الوظائف العمومية هو مستقبل العمل، فهو يمنح الموظف حرية أكثر، يحافظ على طاقته، ويخلق بيئة عمل متجددة وأكثر إنتاجية. كل ما نحتاجه هو إرادة من الإدارة ومرونة في التنظيم لتطبيق هذا النموذج بشكل متوازن وواقعي، يجعل من الوظيفة العمومية تجربة عمل أفضل لجميع المغاربة.