يبدو أن منطقة الخليج ماضية في حروبها المزمنة إلى النهاية ، وتتجدد أو تتمدد مناطق الحرب وفق جدولة زمنية معدة بشكل مسبق . والآن وبعد ما ظهر من معطيات جديدة في أجندات السعودية و إيران ، وصراعهما المعلن لاحتلال موقع الريادة والسبق في المنطقة ، تعقدت المعادلة أكثر ، وقد تتمدد رقعة الحرب لتصير أكبر.. ، لتحارب السعودية إيران في أرض لبنان ، في الوقت الذي تحارب فيه إيران السعودية في اليمن . هي الحرب بالوكالة ، لكن تاريخ الحروب يقول أن حسم المعركة يتم في النهاية على أرض المتحاربين .
إن إعلان استقالة الحريري من رئاسة حكومة لبنان بضغط من السعودية ، ومطالبة رعاياها بالرجوع من لبنان في أقرب فرصة – إضافة إلى رعايا الإمارات والكويت – هو تمهيد لإعلان الحرب على لبنان ، أوبدايتها على الأقل .. فإخراج الحريري من رئاسة الحكومة يهدد الاستقرار السياسي للبلد الهش الذي خرج مؤخرا من أزمة الرئاسة ، والمعني هنا بالنسبة للسعودية هو حزب الله – الحزب / الدولة داخل الدولة - الذي يوالي إيران ويعادي السعودية ، ويلعب دورا قويا في دعم بشار الأسد الذي لم تستطع السعودية إخراجه من الحكم ومن سوريا . كما أن إستراتيجية روسيا في علاقتها مع إيران ، وتراجع تركيا وأمريكا عسكريا في المنطقة ، قوى من شهية إيران بمباركة روسيا ، كي تحاول أن تصبح الدولة القوية بالمنطقة بخلفية شيعية ، وهو الأمر الذي يستفز السعودية حد أنها بدأت تجرب إمكانية انقلاب داخلي على أمرائها ، وعلى توجهاتها الوهابية بإشارات عدة ، ومحاولة إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي بسبب العلاقات التي لا ترضاها ، كما سبق أن دشنت حربا ضروسا على اليمن لم تحسم بعد وتهدد بكارثة إنسانية ، كل هذا كي تؤكد وجودها ، و تجرب قدرتها على منافسة إيران في منطقة الخليج ...
( يتبع ..)
