Sunday 9 November 2025

رياضة

الإعلام الرياضي ركيزة لترسيخ قيم المواطنة وأخلاقيات المهنة في ملتقى بوعبيد بالقنيطرة

الإعلام الرياضي ركيزة لترسيخ قيم المواطنة وأخلاقيات المهنة في ملتقى بوعبيد بالقنيطرة جانب من ملتقى بوعبيد بالقنيطرة

تحت شعار" الإعلام الرياضي ركيزة أساسية في ترسيخ قيم المواطنة والقيم المهنية والأخلاقية"، نظمت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، الجمعة سابع نونبر 2025 بمدينة القنيطرة فعاليات النسخة الثامنة (8) من ملتقى "محمد بوعبيد للإعلاميين الرياضيين" تميز بإلقاء مداخلتين من لدن الكاتب الصحافي جمال المحافظ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث ويونس الخراشي الكاتب الصحافي، وتكريم فعاليات رياضية وإعلامية بالقنيطرة.

وفي مستهل هذا الملتقى، أشار عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، إلى أن تنظيم هذه النسخة، يأتي غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسين (50) لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، المتزامنة هذه السنة مع اعتماد مجلس الأمن القرار التاريخي بإقراره مقترح الحكم الذاتي خيارا واحدا لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، تحت السيادة الوطنية؛ وبمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين مضيفا بأن اللقاء، يندرج في اطار تنزيل البرنامج السنوي للرابطة المرتكز على ضرورة انفتاحها على مختلف ربوع المملكة.

وتحت "الإعلام الوطني والتظاهرات الرياضية الكبرى... الرهانات والتحديات" أكد الكاتب الصحافي جمال المحافظ في بداية مداخلته بأنه لا يمكن تطوير الرياضة، بدون التوفر على وسائل اعلام مهنية التي تعد رافعة أساسية لضمان مواكبة مختلف التظاهرات الرياضية، مستدلا في ذلك بدور الاعلام في الاهتمام الواسع الذي حظي به فوز المنتخب الوطني بكأس العالم لكرة القدم لأقل من 20 سنة بالشيلي، وقبلها تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم لأول مرة نصف نهاية مونديال قطر فيفا 2022 .

وبعدما تساءل عن وضعية الاعلام الرياضي في المرحلة الراهنة، لاحظ جمال المحافظ، بأنه إذا كان الاعلام يعرف على المستوى العالمي، تطورا متناميا، فإنه على المستوى الوطني ظل – كما هو شأن تخصصات الاعلام الأخرى- في وضعية دون مستوى التطلعات والرهانات، وظل يعاني من مشاكل مركبة وتعيش اختلالات مزمنة، يساهم فيها عدم ادراجها بما يكفى ضمن السياسات العمومية، وهو ما ساهم في ضعف المواكبة الإعلامية الاحترافية.

وشدد جمال المحافظ صاحب مؤلف " الاعلام مونديال 2030 " الصادر سنة 2025، على ضرورة انكباب الفاعلين على كافة المستويات على البحث عن السبل الكفيلة لتأهيل الصحافة الرياضية المغربية، حتى تتمكن من الانخراط بشكل أفضل في مواكبة التظاهرات العالمية بحرفية عالية، وفي مقدمتها كأس العالم في كرة القدم الذى يحتضنه المغرب، بمعية كلا من اسبانيا والبرتغال.

أما يونس الخراشي، فركز في مداخلته بعنوان " التغطية الإعلامية من خلال دليل الصحافة الرياضية" على مضامين هذا الدليل الصادر عن معهد الجزيرة والإعلام، موضحا بأن هذا المؤلف الذي تولى تحريره محمد أحداد ومحمد خمايسة، يتضمن أهم النصائح والممارسات التي تساعد الصحفي الرياضي على تطوير تغطيته وجعلها متفردة في كافة مراحلها، لا سيما في العصر الرقمي الذي توسعت فيه أنماط الصحافة الرياضية أكثر من أي نوع آخر.

وأضاف أن دليل الصحافة الرياضية، يقدم معارف بطريقة منهجية، تسمح للراغبين بالولوج إلى التخصص بالتوفر على جميع المهارات المرتبطة بالصحافة الرياضية، معربا عن أسفه لعدم الاهتمام مدبري الشأن الرياضي الوطني، بهذا المنجز العملي الذي يساهم في سد الفراغ في هذا التخصص الإعلامي .

بعد أكثر من ساعتين من النقاش الذي أعقب عرضي المحافظ والخراشي، بمشاركة إعلاميين ومسيرين ولاعبين دوليين سابقين، شدد المشاركون في الملتقى بالخصوص على ضرورة الإقرار باستحالة تطور الشأن الرياضي، ما لم يكن مصحوبا بإعلام احترافي قوي، مسجلين عدم اهتمام السياسات العمومية المغربية المتعاقبة بتوفير أسباب مسايرة الإعلام الرياضي للمتغيرات المطردة، جعله دون مستوى تطلعات المتلقي.

وأكدوا على أن الإعلام الرياضي المغربي محتاج إلى تأهيل فعلي، بإشراف مباشر من أهل الاختصاص، حتى يكون بمقدوره الانخراط بجدية في إنجاح التظاهرات الرياضية الكبرى، داعين إلى الإسراع بتأهيل الإعلام الرياضي، وذلك باشراك الفاعلين الحقيقين وتثمين المكتسبات التي راكمتها الأجيال المتعاقبة وحفظ ذاكرة الصحافة الرياضية.

واعتبر المشاركون بأنه حان الوقت لعقد مناظرة تعنى بالإعلام الرياضي المغربي للوقوف على مكامن الخلل، بمشاركة كل المتدخلين الفاعلين في المجال، واستشراف آفاق رحبة، توفر له أنجع السبل لتطوير دواليبه وهياكله، مع العمل على " تنظيف المجال من الطفيليات، وتمكينه من استعادة هيبته المستباحة من طرف دخلاء مهووسين بالوصاية، وأن ذلك لن يتحقق ذلك إلا باعتماد الكفاءة المهنية والتكوين المستمر، شرطين أساسيين للانتساب إلى أسرته.

ومن جهة أخرى دعا المشاركون إلى تعميم "دليل للصحافة الرياضية"، الذي يساهم في تيسير عمل الصحافي في تغطية التظاهرات الكبرى، ويختصر عليه المسافات ليكون عنصرا فاعلا في العملية الإعلامية، مع الحرص على مواكبة التظاهرات الرياضية حتى نهايتها، من خلال تمكين الصحافيين المعتمدين من ظروف الممارسة المهنية المريحة.

تنويع مضامين المنتوج الإعلام الرياضي المغربي، عبر تجاوز الاقتصار على تقديم النتائج الرياضية وطبيعة الاداء، إلى مواد مصاحبة تمكن الجمهور المتلقي من أخذ فكرة عن الاجواء المحيطة ، وتقاليد وتاريخ وعادات البلدان المحتضنة لمختلف التظاهرات، شكل جانبا من التوصيات التي طرحت في الملتقى الذي ناشد الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين مواصلة تشجيع المبادرات الصحفية التي تجعل الإعلامي المغربي عنصرا فاعلا في مجال التأليف المهني والرياضي، وتوفير مختلف السبل الكفيلة بتشجيع النشر.

وعلى صعيد آخر ناشدت الفعاليات الرياضية القنيطرية، الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين كي تكون خير داعم لها في عملية التأريخ لكل ما له صلة بالشأن الرياضي بالقنيطرة، مع المطالبة بتسريع تحديث البنيات التحتية بهده المدينة الغنية بالطاقات المتعطشة لظروف ملائمة، تساعدها على تفجير طاقاتها والبروز ، على غرار نجوم المدينة السابقة

وسيرا على سنتها الحميدة المرتكزة على ثقافة الاعتراف اتجاه كل من ساهم في تطوير الممارسة الرياضية والإعلامية، قامت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بتكريم فعاليات رياضية وإعلامية بالقنيطرة . ويتعلق الأمر بكل من الراحلين محمد دومو الرئيس السابق للنادي القنيطري لكرة القدم، ومحمد محتوت الشهير بالأب الصويري، واللاعبين الدوليين عبد اللطيف حمامة، وعبد المجيد أكرد.

كما تم تكريم الدكتور عبد الرحيم سورات ، طبيب فريق النادي القنيطري وحسن خشاش ، لاعب سابق للنهضة القنيطرية وحميد الباعمراني، الحكم الفيدرالي السابق في كرة القدم، والصحافية نادية الموذن، مقدمة الاخبار بالقناة الأولى وعبد الحق الشراط المعلق الرياضي بذات القناة ، وزميله عبد الحق بيهات، وحميد الزموري، المعلق الرياضي بالإذاعة الوطنية، والصحافيين الرياضيين كريم شكري، وصلاح الدين محسن، ومحمد حيرش، الفاعل الجمعوي والصحافي الرياضي بالقنيطرة، وجمال المحافظ ويونس الخراشي، لمجمل منجزهما في التأليف في المجال الإعلامي، وكذلك تقديرا لإسهامهما في إنجاح الملتقى .