الثلاثاء 14 مايو 2024
خارج الحدود

تمهيدا لمسابقة "أطرف ملصق انتخابي جزائري".. إليكم العرض الفكاهي الأول للمترشحين

تمهيدا لمسابقة "أطرف ملصق انتخابي جزائري".. إليكم العرض الفكاهي الأول للمترشحين

ولو أن الموضوع يحمل ما يحمله من أحاسيس الشفقة، ومثقل بمشاعر الحسرة على مستوى من يتطلعون تدبير شأن شعب عربي لدولة اسمها الجزائر، يجد المرء نفسه حقيقة أضعف من التحكم في منع ابتسامة السخرية أو حتى تجاوز الأمر دون التفكير ألف مرة قبل تصديق ما يرى.

غير أنه ومع فظاعة المهزلة التي تشهد عليها الصور المرافقة، والمتحدثة عن نفسها أكثر من أي تعليق محتمل، يبقى أيضا شك فيما إذا كان الناخبون سيذهبون لمكاتب التصويت، يوم الخميس 23 نونبر 2017، بنية التصويت على مرشح من المترشحين، أم دعم ملصق من الملصقات المتبارية في مسابقة "أطرف دعاية انتخابية".

والمثير، كون هذا الإنحراف المخجل لم يخص شخصا واحدا حتى يمكن اعتباره نشازا مسموح القفز عليه، وإنما طال العديد من متحملي مسؤولية الغد، إن كانوا رجالا أو نساءا. وكأنهم ابتلعوا جميعا "حبة الخرف" بشربة ماء واحدة. إذ كيف لعقل سليم أن يتصور مرشحا يحاول استمالة المصوتين بعبارة "ادعموا الرجل الذي لا يفارق المساجد"، وإلى جانب صورته سبحة ومسجد وسجادة للصلاة؟. وكأن كل من يقصد بيت الله أو يرطب لسانه بذكر الخالق بين الناس مثال للنزاهة ونكران الذات، علما أن الكل هناك لا بد ومر على مسمعه يوما مثل "صلاة القياد، الجمعة والاعياد".

وليس هذا فحسب، بل قال له آخر "ماعرفتي والو" حين عمد لإرفاق ورقته التشهيرية بجملة "رجل لا يظلم عنده أحد"، واضعا شخصه كما لو كان ملك الحبشة النصراني الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المقولة الشهيرة. أما ثالث، فطرح فعلا إشكالا لخبراء فن التصميم حين اختار شمعة بطول قامته وفي يده شعلة "الأولمبياد"، دون التفريط في فراشة على أحد جناحيها علم البلاد. إلا أن ما يشفع لصحابنا هذا، هو أنه "فكر بعيد"، وافترض حتى و إن لم يفز في الإنتخابات، فإنه سيستدعى من طرف أكبر جامعات العالم المختصة في "الإبداع الفني" لكي يدرس ذلك "الأفيش" في مسالكها التعليمية.

وقبل أن يعتقد البعض بأن صورة "سبعتو ريجال" هاته تهم فرقة غنائية للتراث الشعبي "القبايلي" يتوسطهم رئيس المجموعة، يتحتم التنبيه إلى أن المعنيين ليسوا سوى من فصيلة سابقيهم، بدليل إسم "صقور المستقبل" الذي فضلوا إطلاقه على توليفتهم، والطارح بدوره لما لا يحصى من الإستفسارات المثيرة لأي حس هزلي. كما هو شأن السيدة التي أبت إلا أن تدخل عهد الله في مساهمتها ضمن هذا الزخم الفرجوي، وهي متشحة بالبياض وحلي من زمن الراقصات على أغاني رابح درياسة.

ولأن المخيال الإنتاخبي لمترشحي استحقاقات الجزائر "الشّْقيقة" لا تبدو له حدود، فلم يتم الإكتفاء بمحاولة الجمع ما بين الكلمة "البوز" والصورة "الطوب"، بل تعداه إلى مجال أكثر خلق  وإبهار وانفراد أيضا، ليكون بطله مرشح عن حزب من كلمات عنوانه "اتحاد القوى...". والأكيد منه استلهم حركة "بريسلية" غنية برسائل "الخلعة" لمن يجرؤ على المنافسة، وقد يقول البعض بأنها "جاكيشانية". لكن، حتما سيتفق الجميع على استحقاق كل هؤلاء لأكف الدعاء من أجل أن "يعفو عليهم الله ويرد بحالهم". طالما أن لله في خلقه شؤون.