الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:" تقرير مصير شعب القبايل.." بين السجال الدبلوماسي وواقعية التحول في النزاع بالمنطقة..

أحمد بومعيز:" تقرير مصير شعب القبايل.." بين السجال الدبلوماسي وواقعية التحول في النزاع بالمنطقة.. أحمد بومعيز
...وماذا بعد يا رمضان يالعمامرة؟ ها قد جنيت على الجزاير وعلى عسكر الحكم... وعلى أهلك - والعهدة في القول على براقش-  وعلى تبوون وعلى شنق ريحة..وعلى الدبلوماسية الجزائرية وعلى الحكومة الجديدة وعلى مسارها المائل والمنهوك أصلا... 
...أو ربما فعلت خيرا. فعلت خيرا بأن حررت لسان عمر الهلال كي ينطقها . حررت لسانه كي يقول ما كان يجب أن يقوله منذ زمن.. حررته من كل كياسة وحرج دبلوماسي كي يعلن أمام حركة عدم الانحياز أن "شعب القبايل من أقدم الشعوب في أفريقيا"، وأن الجزائر محتلة، وأن للقبايل الحق في تقرير المصير،  وأن تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا ..
كل هذا كان يخفيه ويعلمه ولا يعلنه عمر الهلال. ولا يعلنه أحد من الدبلوماسيين المغاربة. ولا يعلنه الشعب المغربي. ولا تعلنه الصحافة المغربية. هم يرددون فقط "خاوة خاوة". والعسكر لا يحب "خاوة خاوة"... والعمامرة شرب ثمالة اندفاع العسكر ومن لا يحب شعار " خاوة خاوة" ، فعربد بسرعة وهو في بداية ولايته الحكومية المترددة... عربد وفتح سجالا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة، وفي علاقة المغرب بالجزائر، وفي مستقبل المغرب العربي المجمد، وفي مصير منطقة القبايل، وفي مستقبل الحراك بالجزاير،وفي مستقبل الجزاير، وفي مستقبل المنطقة ككل..
عربد وبدأ ولايته بالهجوم على المغرب - في الوقت الغير مناسب وحيث لا ينبغي - وخارج جدول أعمال اجتماع عدم الانحياز ،في وقت لا زالت دبلوماسية المغرب لم تصف الدين الجديد للجزاير بعد أزمة إسبانيا وبن بطوش وما تلاها..
فالأكيد أن تصريح عمر الهلال بصفته سفير المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة ليس بالارتجال ولا العفوية ولابالسهولة التي يراها البعض ويعلق عليها بسخرية واستخفاف..
 وأكيد أن للتصريح ما بعده. 
وأكيد أن عمر الهلال لم يكن يمزح وهو يجادل العمامرة. وأكيد أن العمامرة لم يكن ينتظر تصريحا وتعقيبا مماثلا من الهلال.
 وأكيد أن الدبلومسية المغربية فتحت قوسا في علاقتها مع دبلوماسة الجزاير وعسكره، وفي خطابها الدبلوماسي الجديد ... هو بالفعل خطاب جديد لمرحلة جديدة للصراع في المنطقة، وللصراع لحل ملف الصحراء المغربية العالق. 
وهنا لا مجال لاعتبار الأمر مجرد ملاسنة بين مسؤولين دبلوماسيين لدولتين جارتين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما ، و مايفرقهما أكثر مما يجمعهما.. 
القضية أكبر من ملاسنة..وهي فعلا شوط جديد في الحرب الباردة بين الجارين اللدودين. الحرب المعلنة من الجزاير والمضمرة نسبيا من الطرف المغربي الذي كان يتشبث بالحد الأدنى من أخلاقيات الدبلوماسية وعدم التدخل المعلن في شؤون الجزاير..شؤونها وشؤون القبايل وباقي المآسي التي يعيشها الشعب الجزائري.
 وربما الآن تكون العلاقات والصراع الدبلوماسي وأشكال الصراع الأخرى مع الجزاير، دخل مرحلة المكشوف واللعب بكل الأوراق أمام الملأ ..
 فهل ستدفع الجزاير ثمن دعمها لانفصال الصحراء افصالا ...بانفصال منطقة القبايل عنها؟؟
وهل الجزاير مستعدة لمجاراة سرطان الانفصال وهي في وضعها الراهن المهترئ ؟؟
وهل سيجدها عسكر القيادة الجزائرية  فرصة أخرى لتصدير الأزمة إلى خارج حدوده وإلى المغرب؟؟
وهل ستستغل حركات تحرر وانفصال القبايل الفرصة للرفع من منسوب الضغط والاحتجاج والمطالبة بتقرير المصير؟؟
وهل ستتدخل دول أخرى في القضية والصراع باعتبار أن المنطقة المغاربية لا زالت منطقة توثر خطيرة مؤجلة في قاعة انتظار ؟؟
وهل في جعبة الجزاير من الخطط ما يجدي لإدارة الصراع وتصعيده؟؟
وهل سيعلن المغرب فعليا دعمه لانفصال القبايل عن الجزاير؟؟
وهل ستتهور الجزاير أكثر، وتدفع بالمنطقة إلى الاشتعال في سياق مبدأ خاسر/خاسر؟؟
.. والأكيد أن الأسئلة تكثر وتكبر  وتتناسل، والقضية والصراع فتح من جديد بآليات صراع جديدة . وأن الأمر أكثر من مجرد حجاج أو سجال سياسي ودبلومسي ،أو تغيير في الخطاب الدبلوماسي المغربي..  
فالأمر يعد فعلا تحولا استرايجيا في العلاقات الخارجية المغربية الجزائرية ..