الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

عادل بن الحبيب: الجزائر.. نصف قرن من العداء والتآمر على المغرب ووحدته

عادل بن الحبيب: الجزائر.. نصف قرن من العداء والتآمر على المغرب ووحدته عادل بن الحبيب

أزيد من 48 سنة والنظام العسكري الجزائري يدعم البوليساريو بالمال والسلاح من أجل تقسيم المغرب، الجزائر صرفت 370 مليار دولار على البوليساريو طيلة هذه المدة. الرئيس تبون في كل خرجة وفي  كل مناسبة يسيئ إلى المغرب، ويعتبر الصحراء المغربية منطقة مستعمرة. ما يقارب النصف قرن من تسخير الوزراء والجنرالات والسفراء والإعلام بما فيها وكالة الأنباء الرسمية لمهاجمة المغرب بشكل يومي، بغية الوصول لهدف واحد وهو فصل المغرب عن صحرائه، الإعلام الجزائري العسكري يسب الملك والشعب المغربي والتاريخ المشترك، ويقدم فضائح وليس برامج تلفزية تعتبر المغاربة متسولين وشواذ، دخلهم الوحيد هو المخدرات والدعارة. الجزائر تصر يوما بعد يوم على إغلاق الحدود رغم كل المحاولات الجادة من المغرب من أجل فتح الحدود وعودة العلاقات بين البلدين.

 

وبمجرد أن جاء تصريح مغربي واحد عن الشعب القبائلي في تقرير المصير ونيل الحرية زلزل أركان النظام العسكري الجزائري، وتم استدعاء السفير للتشاور، واعتبر ذلك انحراف خطير!!؟؟

 

تأملوا النفاق.. الجزائر عندما تساند تقرير جبهة البوليساريو للمصير وتعتبر النزاع قضية تصفية استعمار يسمون ذلك إنجازا ومبدأ من مبادئ الدولة، لكن عندما يقوم المغرب بدعم تقرير مصير القبائل، يصبح بين ليلة وضحاها انحرافا خطيرا وتهديدا لوحدة الأمة الجزائرية؟ فماذا عن وحدة الأمة المغربية التي تتٱمرون عليها منذ نصف قرن؟؟

 

الجزائر دعمت تقرير مصير تيمور الشرقية، ودعمت تقرير مصير جنوب السودان، ودعمت تقرير مصير البوليساريو، فلماذا ترفض تقرير مصير القبائل، ألستم من داعمي الانفصال عبر العالم، إذن افتحوا الباب أمام تقرير مصير 10 ملايين قبايلي. أليست المادة 32 من الدستور الجزائري نفسه تكفل حق تقرير المصير؟؟

 

فرنسا تحتضن جل زعماء الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبايل (الماك)، وتحتضن زعيمها فرحات مهني، وكل أجندة الحركة في مدن القبايل وعمليات جمع التبرعات المالية لها يتم التخطيط لها من المدن الفرنسية، لماذا لا تستدعي الخارجية الجزائرية سفيرها لدى باريس للتشاور؟

 

المغرب على الأقل لم يفتح أراضيه لأي حركة انفصالية جزائرية، ولو من باب المعاملة بالمثل حتى تبرر الخارجية الجزائرية استدعاءها لسفيرها لدى الرباط. المغرب لم يكن يوما من دعاة الانفصال والتفرقة، لكن إصرار جارة السوء على تقسيم المغرب ودعمها المادي والمعنوي للبوليساريو لم يعد من المقبول السكوت عنه ولا التغاضي عليه.

 

الجزائر لها حسابات سياسية واقتصادية وجيوسياسية معلنة، التقت مع حسابات دعاة الانفصال ليخلصوا مجتمعين إلى نفس الخطة وهي تحويل الحق في تقرير المصير إلى آلة حادة لضرب وحدة المغرب.

 

الجزائر الآن تدفع ثمن عدائها للمغرب، وتدفع ضريبة محاولاتها ضرب وحدة المغرب منذ أزيد من نصف قرن.