السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: المثقف والإنتخابات...

أحمد بومعيز: المثقف والإنتخابات... أحمد بومعيز
 الإنتخابات على الأبواب في المغرب، وهي ليست بالجديدة إذ نعيش حاليا الأيام الأخيرة للولاية التشريعية العاشرة من تاريخ البرلمان المغربي. وفي ذات السياق، وإغناء للنقاش العمومي ، سألني أحد الإعلاميين وهو يعد ملفا في الموضوع :ما موقع المثقف المغربي من الإنتخابات المقبلة؟؟!!
صحيح أن السؤال مشروع. وصحيح أيضا أنه مستفز إلى حد ما .وصحيح كذلك أنه يستحق ملفا متكاملا ، إذ يصعب بالفعل محاصرته في ورقة مرتجلة ،أو في سياق التفاتة مناسباتية ..
وهنا وللتأثيت القبلي ،لامناص من طرح بعض التساؤلات البديهية والتي قد توجه  الموضوع منهجيا ، بحكم بديهية الأجوبة المحتملة وذات الصلة..وارتباطا أيضا بمسلمة أن الأسئلة هي التي تؤرخ للفكر قبل الأجوبة..
وهكذا نطرح التساؤلات والأسئلة البسيطة الآتية:
- هل الفاعلون السياسيون في المغرب ينتسبون إلى فئة المثقفين؟ أو إلى فئة الأنتلجسيا؟ أو إلى فئة النخبة المثقفة، أو حتى إلى فئة المتعلمين ؟
- هل المنتخبون الحاليون، وبكل المؤسسات التمثيلية، من المجالس الجماعية إلى البرلمان ، هل لديهم مستوى تعليمي مناسب ومتناسب ، 
تأهيلي على الأقل ؟
- هل البرامج الانتخابية للأحزاب تقترح مشاريعا ذات أبعاد ثقافية؟
- وهل للحكومة الحالية كلها منجز ثقافي كمي ونوعي قابل للتقييم والنقاش ؟ 
- وهل تقترح الأحزاب مثقفين ضمن لوائح مترشحيها؟
- وهل الثقافة أولوية بالنسبة للأحزاب في المغرب ؟ 
- وهل يشكل المثقف عائقا عضويا وموضوعيا أمام المتدخلين في الحقل الحزبي والانتخابي؟
ورغم أن الإجابات البسيطة على الأسئلة البديهية السالفة يهيئ ويطرح ،وبسهولة حزمة مؤشرات دالة على أزمة المثقف في علاقته مع الانتخابات والمجالات والبنيات المرتبطة بها، كالأحزاب والمؤسسات المنتخبة ، لا بد من إثارة بعض التساؤلات الأخرى المستعرضة في سبيل الإحاطة، ومن بينها :
 وضعية وعلاقة المثقف المغربي وحتى العربي بالسياسة ،ومجالات التحول الذي تعرفه، أمام تراجع الايديولوجيا اليسارية ،وأزمة النظرية العامة المؤطرة والموكبة للتحولات السياسية والفكرية على المستوى العالمي ؟!
 وهل فعلا يمكن الاحتفاض بالتعريف والمفهوم .والمهام المؤطرة للمثقف؟
وهل لا زال من الممكن اعتبار مفهوم المثقف العضوي وفق طرح" غرامشي " مفهوما قائم الذات حاملا لنفس المشاريع والمهام والعناصر الفاعلة والمتفاعلة ،في ضوء وسياق التحولات الحالية؟
وهل لا زال" مثقفونا " مخلصين فعلا للمبادئ الأساسية للمثقف ،مبدأ المعرفة، والوعي، والموقف؟
وهل فعلا المغرب يحتضن وينمي مجتمعا سياسيا؟
وهل هناك تجانس فعلي وواقعي وإجرائي بين المجتمع السياسي إن وجد ،والفاعلين الانتخابيين الذين ينشطون فقط في زمن ومحطات الانتخابات؟
وهل الأحزاب متحكمة فعلا في الفاعلين الانتخابيين؟
وهل الإنتخابات بشكل عام مكون محدد  للديمقراطية ..اعتبارا وفي علاقة جدلية بمبادئ المساواة، والحرية الفردية، وقدرة الشعب على السيادة والمشاركة في الحكم؟
وهل الإنتخابات في المغرب لا تعدو أن تكون سوى عمليات تقنية وإجرائية لتجسيد وتبرير واقع جاهز شكلا، وغائب نظريا؟؟.