الأحد 5 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد المجيد مومر: بنكيران وَ تدوينة "سَكْرَةُ مَاءِ الحَيَاة"

عبد المجيد مومر: بنكيران وَ تدوينة "سَكْرَةُ مَاءِ الحَيَاة"

جادت قريحة أختنا في المُوَاطَنة بتدوينة "سَكْرَة مَاءِ الحَيَاةأطنبت فيها و طالبت  بنكيران عبد الإله أن يمارس اختصاصه كأمين عام، ويخرج إلى قواعد الحزب في جولة في الجهات يثبت فيها الناس، ويذكرهم بما اجتمعوا عليه ويوحد الصفوف ويستنهض الهمم للاستمرار في معركة الإصلاح ومقاومة التحكم والفساد.

ولأن المناسبة شرط، فإني أقترح على السيد الأمين العام لحزب العدالة و التنمية أن يستجيب لتدوينة "سَكْرَة مَاءِ الحَيَاة" من خلال التحلي بالشجاعة و القوة اللازمة، و القيام بزيارة لمدينة سطات و القيام بمعاينة مشروع ودادية بدر السكنية "جوهرة البساتين" التي تحولت إلى "جوهرة الفاسدين" من حزب العدالة و التنمية، و هنا سيرى بماء عينيه جشع "الإخوان المسثتمرين" و فظاعة جرائم استغلال النفوذ و الإغتناء غير المشروع الذي يدنس يد قواعد حزب العدالة و التنمية.

و مثلما جاء في تدوينة "سكرة ماء الحياة" من تمجيد للزعيم المفدى الذي «لا أحد يمكنه التشكيك في الملكات التي منحها الله للأمين العام، والتي تمكنه من النجاح في مهمته فالحزب في حاجة الى رئيسه في هذه اللحظة أكثر من أي وقت مضى»، فإني أدعو السيد للنزول إلى مدينة سطات قصد معاينة الفرع المحلي للحزب بمدينة سطات و هو يسبح غارقا في وحل فضيحة تورط أعضاء من العدالة و التنمية في التلاعب بأموال ودادية بدر السكنية – جوهرة البساتين – التي تفوق مبالغها المالية مجموع الخمسين مليار سنتيم. و الشاهد  في القضية المحاضر الرسمية للجنة المشتركة المكلفة بالتسوية الودية بين مكتب الودادية و من ينوب عن المنخرطين و المنخرطات و التي تضم كافة القطاعات الإدارية المعنية بقضايا العقار و التعمير بمدينة سطات.

فصول هذه القضية انطلقت بعد مطالبة المجتمع المدني منذ ثلاث سنوات بضرورة فتح تحقيق في خروقات التعمير و الشبهات التي تحوم حول حالة الإلتفاف على القانون في تأسيس التعاونيات و الوداديات السكنية، و الفوضي الهدامة للمساطر و الإجراءات القانونية التي وجب الإلتزام بها. ثم كانت المفاجأة غير سارة بعد أن قام السيد عبد الإله بنكيران بصفته أمين عام لحزب العدالة و التنمية بالدخول على خط توفير الحماية السياسية لأعضاء حزبه بسطات من خلال رفع شكاية مباشرة و تقديم تفويض قضائي ينوب من خلاله المسمى عبد القادر باكر الكاتب المحلي للحزب بسطات و يقوم مقام الأمين العام في هذه القضية الفضيحة رغم أنه كان في منصب رئيس الحكومة  فقد فضل الإنحياز و التحيز لأعضاء حزبه الغارقين في الفضيحة اليوم.

لم يأخذ عبد الإله بنكيران مراسلات جمعية الاختيار الحداثي الشعبي بمنطق النصيحة، بل وَقَّعَ قراره و هو رئيس للحكومة يحاول توفير الحماية السياسية لأعضاء حزبه و يسعى لوأد صوت المجتمع المدني الحر بسطات في محاولة من بنكيران للزج بالشباب في غياهب السجن بتهم السب و القذف لولا نباهة القضاء التي أوقفت بنكيران عن الشطط في استعمال سلطته الحكومية.

فمرحبا بكم السيد الأمين العام؛ و حللتم أهلا و نزلتم سهلا يا عضوات و أعضاء الأمانة العامة المستجيبين لنداء "سكرة ماء الحياة " بمدينة مدينة سطات، ستجدون في استقبالكم غالبية منخرطي و منخرطات ودادية حزبكم السكنية "حزب العدالة و التنمية" ودادية بدر بسطات، ستجدونهم مستعدون اليوم لتقديم شهادتهم و ملفاتهم إلى السيد الأمين العام عبد الإله بنكيران كشهود إثبات في جريمة أعضاء  حزب العدالة والتنمية من خلال تورطهم في المضاربة العقارية و السمسرة، و بيع بقع للبناء فوق أرض محفظة باسم الغير و سحب أموال من حساب الودادية دون احترام الضوابط القانونية المعمول بها و كذلك تخصيص نسبة من الأرباح عند انتهاء المشروع كأننا أمام شركة حزبية مملوكة للعدالة و التنمية تشكل غطاءا للتهرب الضريبي و التحايل على القانون.

نذكركم السيد الأمين العام  بأغلظ الأيمان التي أقسمتم بها لإظهار استعدادكم لتقديم استقالتكم في حالة ثبوت تورطكم في الدفاع عن الفاسدات و الفاسدين من حزب العدالة و التنمية، لأن من صفات المؤمن المخلص البر باليمين و الوفاء بالعهد الذي قطعها على نفسه، فمن حلف على فعل واجب أو على ترك محرم حرم حنثه.

كما نناشدكم  السيد الأمين العام لحزب العدالة و التنمية عبد الإله بنكيران أن تخلصوا في البر باليمين و تقديم استقالتكم بعد تأكدكم من بشاعة الحماية السياسية التي وَفَّرْتُمُوهَا لفساد إخوانكم بالفرع المحلي بسطات. وبذلك "يعمُّ الهدوء والسكينة والثقة، فلن يحدث غير ما هو مقدر ومكتوب من لدن عزيز حكيم" مثلما جاء في تدوينة  سَكْرَة مَاء الحَيَاة.

و نختم بالهمس عند سمع الأمين العام عبد الإله بنكيران  بقول الواحد القهار: "وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ".