الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الضفادع "الانتخابية" كائنات بهلوانية "ما فوق الطبيعة".. لا ألوان لها!!!

الضفادع "الانتخابية" كائنات بهلوانية "ما فوق الطبيعة".. لا ألوان لها!!! الألوان في مستنقعات الضفادع ليست "حتميّة" طبيعية، بل هي "ظرفيّة" مرتبطة بالغلاف الجوّي

تحدّثتُ في المقال السابق عن حيوان "ابن عرس"، ولا اختلاف حول وجود صفات مشتركة بين "بنات عرس" وبعض الكائنات "الانتخابية" الحيّة. صحيح هي ليست "حيّة" فقط، بل "حيّات" بسمّ قاتل!! لكنّها تموت خمس سنوات تقريباً، وتترك ذيلها حيّاً هو الذي لا يموت ويظلّ "يتركّل". يتزاوج "العقل" و"الذيّل" في فصل الانتخابات، وهو طقس يتكرّر مرة واحدة في كلّ خمس سنوات، فيعود "الذّيل" إلى "الكسدة" وتشتغل بطارية "المخّ" بعد أن كانت في وضعية "بّامور"!!

 

تبدو عملية عودة ميت إلى الحياة "معقّدة" و"مستحيلة"، لكنها الانتخابات يا "مونامور" تصنع المعجزات وتحيي العظام وهي رميم، ومَنْ مَاتَ يحرّك مقبض "بّامور" إلى الأسفل، ويضغط على دوّاسة البنزين، فيشتعل "فرن" السيّارة وينطلق محركها بسرعته القصوى!!

 

القضيّة ليست "معقّدة" كما أتصوّر، هي مسألة دوافع وحسابات وعمليات فيزيائية ومؤشّرات تتحرّك ما بين "الموجب" و"السّالب".. في فصل الانتخابات يرتفع المؤشّر "الموجب" إلى الحدّ الأعلى، فتستيقظ كل المستحاثّات الصخرية  والكائنات "النّائمة". بصعقة كهربائية قوية عاد الزعيم "فرنكنشتاين" إلى حواري وأزقة وأسواق المدينة القديمة بفاس، قابضاً على "ميزان" العدالة لإنقاذ الإنسانية من حرائق عفريت "المصباح"!!

 

من دمويّة "ابن عرس" سأنتقل إلى بهلوانيّات "الضّفادع".

 

موسم الانتخابات هو أيضا موسم "تناسل" الضفادع. كل ضفدع "ضخم" يحمي بركة ومستنقعاً. على الرغم من ضحالته لا يتنازل حاكم الضفادع "السّمين" عن مستنقعه، يواصل "النّقيق" في ميكروفون بصوت مزعج يثير انتباه ضفادع المستنقعات المجاورة.

 

في موسم "تزاوج" الضفادع كيمياء التّخصيب لا تخضع لمنطق الطبيعة، أصلاً الكائنات الانتخابية كائنات "ما فوق الطبيعة"، لذا قد يقفز ضفدع "وردي" إلى مستنقع "أزرق" في حركة بهلوانية ويتآلف مع المحيط الجديد محدثاً قطيعة تامّة مع عالمه "الوردي". الألوان في مستنقعات الضفادع ليست "حتميّة" طبيعية، بل هي "ظرفيّة" مرتبطة بالغلاف الجوّي ونسبة ما يضخُّه من نسب أوكسجين داخل الرئتين، لذا لا تثقون كثيراً في ألوان الضّفادع، ومختلف أنواع الزّواحف الأخرى، ولعلّ الفصيلة الأكثر خطورة منها هي "الحرباء".

 

في المقال القادم سأخصّصه للحديث عن "الحرباء" و"الحربائيّين"!!