الجمعة 29 مارس 2024
جالية

بحر الدين: هناك توجه عام في الغرب للتضييق على حريات الجاليات الإسلامية

بحر الدين: هناك توجه عام في الغرب للتضييق على حريات الجاليات الإسلامية محمد بحر الدين مع صورة أرشيفية لأفراد الجالية المسلمة في وقفة احتجاجية

أكد محمد بحر الدين، رئيس الفيدرالية العامة الإسلامية الإيطالية، أن هناك أسبابا عدة في تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب وعدم القدرة على التخلص منها.. مضيفا أن الجالية المغربية والإسلامية بشكل عام تعيش حالة عدم الاستقرار.

 

+ تناسلت في الآونة الأخيرة سلسلة الاعتداءات على المغاربة في بعض ميلاد المهجر، كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟

- نتابع كفاعلين جمعويين، عن كثب، كل ما يحدث من اعتداءات على المسلمين عامة، وعلى المغاربة بوجه خاص؛ لكننا ننظر في الحقيقة إلى نوعية الاعتداء وموجباته، فالاعتداء البيني الذي يقع بسبب عصابات المخدرات أو البغاء أو بسبب عدوانية هذا الطرف أو ذاك، نتركه للقضاء. وأما ما يحمل صبغة عنصرية أو تمييز بسبب الدين أو اللون أو بلد المنشأ، فهنا بطبيعة الحال يكون تدخلنا كطرف مدني لمتابعة الجهة المعتدية، سواء كان الدافع بسبب الاحتقان الاعلامي، أو الفكر السياسي العنصري، الذي يمثله اليمين المتطرف أو التطرف المسيحي، فتكون المتابعة القضائية. ونحظى، في الحقيقة، بدعم المنظمات والجمعيات الحقوقية التي تزخر بها الساحة النضالية بأوروبا بسبب ترسانة الحقوق التي تقوم عليها الديمقراطية الغربية.

 

+ لماذا لم يتمكن العالم الغربي من التخلص من ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

- في اعتقادي أن هناك أسبابا عدة في تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب وعدم القدرة على التخلص منها.. فهناك ما هو سياسي، ويتمثل في بعض المدارس الفكرية السياسية التي ترى أن بقاء أوروبا يقوم على أنقاض الإسلام، كما حصل سابقا عند إسقاط الدولة العثمانية والدويلات الإسلامية بالأندلس، وهذا الفكر المشوش يغذيه أكثر من أي وقت مضى الفكر الدموي والإرهاب الذي ضرب أوروبا، بالإضافة طبعا إلى التدهور الاقتصادي وعدم استطاعة الأحزاب والحكومات المعتدلة إيجاد حلول لمشكلة الهجرة غير الشرعية، التي لا يخلو يوم دون الحديث عن وصول مراكب تحمل المئات، ناهيك عن الحروب التي زادت في تفاقم الوضع في سوريا والعراق وليبيا. وأظن أيضا أن النمو الديموغرافي للمهاجرين في أوروبا في ازدياد، في الوقت الذي يعاني فيه الغرب قلة الولادات وكثرة الشيخوخة، وهذا بدوره يلقي بظلاله بالنسبة للأحزاب اليمينية للخوف من مستقبل القارة الأوروبية؛ ولهذا تجد بعض البلدان بأوروبا لا تمنح جنسيتها مباشرة بسبب الولادة، كإيطاليا مثلا.

 

+ ما مدى المعاناة التي تتخبط فيها الجالية المغربية والإسلامية عموما من هذه الظاهرة؟

- الجالية المغربية والإسلامية تعاني جدا بسبب هذا الصراع الذي يجعلها مادة لكسب أصوات الناخبين، كما يجعلها تعيش حالة عدم الاستقرار، فكل من يكسب الأغلبية في البرلمان في أي دورة انتخابات يقوم بتغيير القوانين الخاصة بالمهاجرين، فيضيق حبلها عليهم تارة ويرتخي أخرى، كما أن جمعيات المجتمع المدني للمهاجرين لم تنضج بعد بما فيه الكفاية لتشتغل سياسيا لدعم الأحزاب الداعية إلى اندماج فعلي يحقق الاستقرار للجالية، ويحفظ حقوقها. ولعل أكبر مجال يعرف تخبطات عشوائية، لم تخدم قط الجالية، هو الشأن الديني، الذي تتقاذفه دول عدة وتيارات وجماعات جعلت من الساحة الدينية للجالية بالغرب ساحة حرب سياسية شعواء.

بالتأكيد نعتقد أن الاتحاد الأوروبي، في نهاية المطاف، سيعلن عن رفض الإسلام السياسي (الإخوان، التشيع، التطرف...) وإغلاق المساجد التي تتهم بخطاب الكراهية ورفض تدخل الدول الإسلامية في أي خطة لتدبير الشأن الديني، نظرا لغياب نموذج حقيقي يروم إلى حفظ الهوية الدينية والوطنية للمهاجرين، مع احترام سيادة بلدان الاستقبال وخصوصيتها. وليت الأمر ينحصر فيما ذكرت آنفا، وإنما يتسع فيصل كما حدث مؤخرا إلى منع ذبح الأنعام وفق الشريعة الإسلامية، ومفهوم الحلال في المواد الغذائية، والمدارس الإسلامية، والمقابر، ناهيك عن قوانين رفض النقاب، وغيرها كثير، مما يعكس التوجه العام للتضييق على مساحات الحريات للأقليات بالغرب.