سطر بيان المجلس الوطني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. تتوفر جريدة "أنفاس بريس" على نسخة منه، على كلمة الاتحاد الدولي للصناعات، التي عبر من خلالها ممثله أحمد كامل على "أهمية التضامن والتعاون النقابي في مواجهة مظاهر التحولات الكونية، وبالدور الطلائعي الذي تقوم به النقابة الفوسفاطية في هذا التنظيم الدولي، كما أشاد بحملتها النوعية والتي استهدفت عمال المناولة بالمجمع في إطار اليوم العالمي للعمل اللائق".
وفي نفس السياق عرج الكاتب العام لذات النقابة خالد لهوير العلمي على "أهم العناصر المؤطرة للمشهد الوطني وتفاعلاته مع محيطه الدولي والإقليمي والقاري، وما ينتج عنها من تفاعلات سياسية واجتماعية". فضلا عن وقوفه خلال كلمة افتتاح دورة المرحوم محمد الدرفولي على "الوضع الاجتماعي بالقطاع من خلال إبراز أهم الانشغالات والمتمثلة أولا بمشروعية المطالب الفوسفاطية والتي تستحضر محورية ملف التغطية الصحية والتدبير المشترك للشؤون الاجتماعية وبناء منظومة جديدة للترقية وإبرام اتفاقية جماعية بالقطاع، إضافة إلى ضرورة التفاعل الإيجابي مع المطالب الاجتماعية والمادية ".
وأكد البيان نفسه على انشغالات النقابة "بمستقبل الشغيلة في سياق يتميز بتنامي ظاهرة المناولة وما ينتج عنها من تكريس للعمل الهش وغير اللائق على حساب التشغيل وفق القوانين المؤطرة للمجمع"، علاوة على الانشغال بمستقبل "المؤسسة في ظرفية سماتها الأساسية ضعف الناتج الصافي وتفاقم المديونية واستمرار إنجاز البرنامج الاستثماري الضخم مما يمكن أن يرهن مستقبلها إضافة إلى التحديات الجيوسياسية للإنتاج وخاصة التسويق والتصدير للفوسفاط ومشتقاته كمادة حيوية في تأمين الغداء العالمي "دون أن يفته التطرق لانشغال المجلس الوطني وعمال الفوسفاط بمسألة "الإبهام الذي يميز علاقة الدولة بالمجمع الظاهر منها والخفي والذي تعتبر أهم سماته استنزاف إمكانيات المجمع وتوظيفه في معالجة الاختلالات التي تعرفها بعض المؤسسات العمومية وتحميله تبعات الاختيارات الجيوستراتيجية للدولة". كما تناول خالد لهوير العلمي تأكيده "على محورية الفعل الكونفدرالي في ظل المتغيرات الحالية والمستقبلية والتأقلم معها من خلال تطوير الأداء النقابي وتمكينه من أدوات المعرفة للقيام بالأدوار والمهام المنوطة به تنظيميا، تعاقديا ونضاليا".
وحيث دورة المجلس الوطني التي عقدتها النقابة تحت شعار "سؤال التحولات بقطاع الفوسفاط، ومستقبل الشغيلة والمؤسسة" عاليا المواقف المعبر عنها من طرف المركزية النقابية في العديد من القضايا وفي مختلف المواقع والميادين، والموقف الكونفدرالي بمجلس المستشارين المناصر للقضية الفلسطينية وضد التطبيع. كما عبر نفس البيان "عن تضامنه المطلق واللامشروط مع مستخدمي مصفاة "سامير"، وكذا المبادرات السابقة والمبرمجة في مساندة حراك الريف والمطالب الاجتماعية وإطلاق سراح المعتقلين، مدينا الهمجية القمعية التي تعرض لها مناضلو السيديتي بمدينة العيون. وسجل البيان ذاته بأهمية بالغة" استقرار رقم المعاملات والتحسن المضطرد لحسابات EBITDA التي تؤشر على تحكم أفضل في كلفة الإنتاج "وتوجسه على مستوى متابعته" الانخفاض المتوالي للناتج الصافي Revenu Net مما يطرح أكثر من سؤال حول العلاقة الممكنة ما بين تمويل برنامج الاستثمار في ظل ارتفاع المديونية والطبيعة المستقبلية لرأسمال المؤسسة". ولاحظ بيان المجلس الوطني باستغراب "عدم توافق "Incompatibilité" ما بين برنامج الإنتاج المتجه إلى الارتفاع، وبرنامج التشغيل المجمد عمليا منذ إدماج شغيلة OCP SKILLS، وكذلك عن الدواعي الظاهرة منها والخفية بالاعتماد الكلي أو الجزئي على المناولة في كل أنشطة المجمع، بما في ذلك تلك ذات العلاقة بالمهن الأصلية " منبها إلى "خطورة هذا المنحى الذي يعد منتجا بامتياز للهشاشة، وما يمكن أن ينتج عنها من تطورات يصعب التحكم فيها".
واعتبر في السياق نفسه "أن المفاوضة الجماعية المبرمة برسم سنة 2017، فرصة لمعالجة مسؤولة وتاريخية لحلحلة الملفات العالقة منذ أول مفاوضة جماعية 2005 كالتدبير المشترك للشؤون الاجتماعية، الأمر المصلحي المتعلق بالتغطية الصحية، السكن والارتقاء بالتمدرس والتعليم ومنظومة الترقية، وبالمناسبة كذلك لتحسين الوضعية المادية والاجتماعية لشغيلتنا بما يتناسب والمجهودات المبذولة والنتائج الإنتاجية الإيجابية للمجمع، والتعامل الإيجابي مع القضايا الحساسة من قبيل حركية شغيلة IPSE، وإصلاح بعض الاختلالات التي تعرفها بعض عناصر الراتب "Rémunération" من قبيل منحة الاهتمام Prime d’intéressement". وشدد بيان النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط على "الأهمية البالغة التي توليها شغيلتنا الفوسفاطية للنتائج المرتقبة للترقية، واستكمال برنامج الترقية على باقي الفئات X6/AP وإنصافها، ويطالب الإدارة باستحضار المجهودات المبذولة في تقوية الدور الريادي لمؤسستنا".
وأكد على ضرورة "تفعيل مقتضيات ميثاق الحوار الاجتماعي 2016 فيما يتعلق بإبرام اتفاقية جماعية قطاعية ما بين كل الفاعلين الحاليين، اعتبارا لنضج المرحلة والتجربة التي راكمها الشركاء في مجال المفاوضة الجماعية، واكتساب وسائل المناعة الضرورية، إضافة إلى استنفاذ النموذج الحالي لكل مهامه، واستحالة استيعاب التطورات الحالية والمستقبلية التي يعرفها القطاع".
ووجه المجلس الوطني في ختام بيانه دعوته إلى "فعاليات فروع النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط من أجل الانخراط في التحضير للمؤتمر الوطني الثامن لنقابتنا، والذي سيعلن على تاريخه من طرف الأجهزة المسؤولة" مهيبابالشغيلة الفوسفاطية بكل "المواقع الإنتاجية وبالوحدات والأقسام ذات الصلة بأنشطة المجمع، على مواصلة المسار الكونفدرالي بقطاع الفوسفاط بعزيمة وإصرار وتبصر، والاستعداد للانخراط في كل البرامج النضالية التي تستدعيها طبيعة المرحلة".