حينما انتقدنا اختلالات الدخول المدرسي لموسم 2017 ، تحدثنا عن سلبيات التعاطي مع ملف التعليم من جميع النواحي، ولم نقتصر على المناهج والبرامج والخريطة المدرسية، والبنيات التحتية والموارد البشرية، على اعتبار أن البيئة والمحيط التعليمي يجب أن تتكامل فيه شروط العملية التعليمية، من حيث التحصيل الدراسي، و الصحة والأمن وسلامة التلاميذ والتلميذات ونساء ورجال التعليم.
في هذا السياق سجل موقع " أنفاس بريس " خلال جولته الميدانية بروافد الطرقات المؤدية من مدينة اليوسفية صوب مجموعة من الجماعات القروية سواء في اتجاه مدينة مراكش أو الشماعية وشيشاوة، ( سجل) تواجد مجموعة من المؤسسات التعليمية بجانب الطرقات، في غياب علامات التشوير الخاصة بالتنبيه مستعملي الطريق، مما يشكل خطرا على كل الوافدين لذات المؤسسات التعليمية، وعاين الموقع السرعة الجنونية التي تمر بها بعض الحافلات والشاحنات وتاكسيات الأجرة الكبيرة تاركة ورائها صوت محركاتها القوي يخترق الأبواب وجدران الأقسام." نخاف على تلامذتنا من حوادث السير، جراء تواجد أبواب المؤسسة بالمحاذاة مع الطريق " يقول أحد رجال التعليم . نفس الشيء عبر عنه أحد الآباء بقوله " تمر الحافلات والشاحنات بسرعة قياسية، دون اعتبار لخروج التلاميذ من المؤسسة ".
نفس المشاكل رصدها موقع " أنفاس بريس " ونحن في الطريق المؤدية من اليوسفية صوب الشماعية حيث تتواجد مركزية مؤسسة الفوارع وإعدادية ابن البناء بجماعة السبيعات التابعة لإقليم اليوسفية، بالإضافة لمؤسسة هدي بن الضو المتواجدة في الطريق بين أسفي ومراكش، علاوة على إعدادية الشروق التي شيدت بجانب الطريق الرابطة بين الشماعية وشيشاوة، دون الحديث عن مؤسسات تربوية أخرى تتقاسم نفس القاسم المشترك المرتبط بمشاكل السلامة الطرقية، وانعدام علامات التشوير التي تنبه لتواجد مؤسسة تعليمية لاتخاذ الحيطة والحذر، والتخفيف من السرعة.
وفي اتصال مع بعض الفعاليات التعليمية بإقليم اليوسفية أكدت ل " أنفاس بريس " أنه في " العديد من اللقاءات الرسمية حول السلامة الطرقية، تمت إثارة مشكل غياب علامات التشوير بالقرب من المؤسسات التعليمية المذكورة، إلا أنه لم يتم التجاوب مع هذه المطالب الأساسية لضمان سلامة التلاميذ ونساء ورجال التعليم " واستغربت نفس المصادر كيف تم وضع "علامات التشوير بالقرب من بعض المشاريع الاستثمارية وخصوصا المرتبطة بتخفيض السرعة، وكأن المؤسسات التعليمية ليست بمشاريع استثمار كبيرة في الرأس المال البشري ".
وعلاقة بالموضوع فقد استحضرت مصادرنا بعض حوادث السير التي وقعت مؤخرا بالمدار الحضري بمدينة اليوسفية والتي خلفت إصابات لبعض التلاميذ، بالقرب من كل من " مؤسسة الراية المختلطة بحي السلام، ومدرسة طه حسين بحي الزلاقة ".
سؤال آني لمن يعنيه الأمر " ما هو موقف وزير التعليم، وزميله وزير التجهيز من هذا الملف الذي تعرفه عموم المؤسسات التعليمية المتواجدة على جنبات الطرقات؟ وهل عجز المجلس الإقليمي عن اتخاذ قرار لوضع إشارات المرور وعلامات التشوير أمام المؤسسات التعليمية، وتجديد المتهالك منها سواء داخل اليوسفية أو عبر الطرقات المؤدية منها وإليها، أم أن رؤساء جماعاتنا القروية لا يعنيهم سلامة تلاميذ ونساء ورجال التعليم ومنشغلون بمصالحهم الخاصة ؟ "