الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

مشروع كتاب.. الممثل العالمي حميدو، حياته وأعماله

مشروع كتاب.. الممثل العالمي حميدو، حياته وأعماله تمثلات فوطوكَرافية لـ حميدو بنمسعود

سعيا من أسرة الممثل المغربي والعالمي الراحل حميدو بنمسعود (1935- 2013) إلى توثيق تجربته الفنية الطويلة في كتاب يتناول أهم محطات مسيرته، كممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني، ويضم صورا له من مختلف مراحل حياته وملصقات لعينة من أعماله السينمائية والتلفزيونية وشهادات ثلة من الشخصيات الفنية وغيرها التي عاشرته أو احتكت به في لحظة من اللحظات داخل المغرب وخارجه ومقتطفات من تصريحاته للصحافة الوطنية والأجنبية ومواد أخرى، نقترح الخطاطة التالية لمشروع هذا الكتاب، الذي سيصدر أولا بالعربية ثم تليه ترجمات بالفرنسية والأنجليزية ولغات أخرى:

 

تقديم:

القسم الأول: حميدو الفنان.

الفصل 1: حميدو في المسرح.

الفصل 2: حميدو في السينما.

الفصل 3: حميدو في التلفزيون.

الفصل 4: أنشطة أخرى.

القسم الثاني: حميدو الإنسان.

الفصل 1: حميدو الرباطي.

الفصل 2: حميدو والنساء.

الفصل 3: حميدو المغربي الأصيل.

الفصل 4: خصوصيات.

مراجع وهوامش.

 

ومعلوم أن حميدو بنمسعود من الفنانين المغاربة الذين نجحوا في المسرح والسينما والتلفزيون بفرنسا، حيث فرض نفسه كنجم من نجوم الفرجة داخل بلاد موليير وخارجها. فرغم كل العراقيل التي صادفته طيلة حياته ومسيرته الفنية استطاع أن يثبت ذاته أوروبيا وعالميا كممثل محترف بفضل موهبته وعشقه اللامحدود لفن التشخيص وإصراره على التعلم بالدراسة والممارسة والاحتكاك بكبار المخرجين والممثلين الفرنسيين والأمريكيين وغيرهم.

 

من الرباط إلى باريس وهوليوود:

محمد بن الحاج إدريس بنمسعود، المعروف عالميا باسم "حميدو"، ممثل مغربي قدير راكم تجربة معتبرة في فن التشخيص الإذاعي والمسرحي والتلفزيوني والسينمائي على امتداد ما يفوق نصف قرن من الزمان.

 

كانت انطلاقته الفنية من الرباط، مسقط رأسه يوم 2 غشت 1935، مع فرقة مسرحية تابعة لإذاعة "راديو ماروك" في مطلع الخمسينات من القرن العشرين تحت إشراف الرائد عبد الله شقرون (1926- 2017). وهذه الفرقة كانت تضم آنذاك أسماء من قبيل أمينة رشيد والعربي الدغمي وحمادي عمور وعبد الرزاق حكم وحمادي التونسي وغيرهم، سيصبحون فيما بعد من كبار الممثلين المغاربة.

شارك حميدو مع هذه الفرقة في العديد من التمثيليات والمسرحيات، التي كانت تذاع بنجاح كبير على أمواج الإذاعة، كما شارك معها في جولات مسرحية عديدة عبر مختلف مدن المملكة.

وقد قاده طموحه الفني في منتصف الخمسينيات إلى باريس، عاصمة الثقافة والفنون، حيث درس بكونسيرفاتوار الفن الدرامي وبعد تخرجه منه وحصوله على الجائزة الأولى في التشخيص تم قبوله في فرقة الأوديون المسرحية الفرنسية، ومن هنا كانت بدايته الفعلية والحقيقية كممثل مسرحي مع هذه الفرقة القومية إلى جانب الممثل والمخرج الفرنسي الكبير جان لوي بارو، حيث شارك في مسرحياتها: "الستائر"، "هنري السادس، "البخيل"، "حقائق وأكاذيب"... بالإضافة إلى مسرحيات عديدة مع فرق أخرى.

وانطلاقا من ممارسته للتشخيص المسرحي داخل وخارج الكونسيرفاتوار المذكور تم اكتشافه من طرف المخرج السينمائي الفرنسي المعروف كلود لولوش، وأصبح ممثله المفضل.

شارك حميدو في 13 فيلما من توقيع لولوش أولها "تفرد الإنسان" (1960) وآخرها "والآن سيداتي سادتي" (2001)، إلى جانب أفلام أخرى لمخرجين فرنسيين آخرين أمثال أليكساندر أركادي وروجي هنان وجورج لوتنر وفيليب دو بروكا وغيرهم...

                                

ويمكن اعتبار الدور الرئيسي الذي شخصه حميدو في فيلم لولوش "الحياة، الحب، الموت" (1968) وجائزة أفضل  ممثل التي نالها عن هذا الدور في مهرجان ريو دي جانيرو الدولي للفيلم بالبرازيل هما اللذان عرفا به عالميا على نطاق واسع.

إن نجاح هذا الفيلم دوليا هو الذي لفت إليه أنظار بعض صناع السينما الكبار في هوليوود وجهات أخرى من العالم.

 

وهكذا ستنضاف إلى فيلموغرافيته الفرنسية (أكثر من 50 فيلما سينمائيا) أفلام أمريكية لعل أشهرها "قافلة الخوف" (1977) و"جحيم الواجب" (2000) لوليام فريدكين و"لنا النصر" (1981) لجون هيوستون و"رونين" (1998) لجون فرانكنهيمر و"لعبة الجواسيس" (2001) لطوني سكوط... وأفلام أوروبية وعربية نذكر في شقها المغربي العناوين التالية: "شمس الربيع" (1969) للطيف لحلو و"ظل الحارس" (1985) للراحل سعيد سودة و"كوماني" (1989) لنبيل لحلو و"لالة حبي" (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي و"قصة حب" (2002) لحكيم نوري و"لا هنا لا لهيه" (2004) لرشيد بوتونس و"هنا ولهيه" (2004) لمحمد إسماعيل و"أبواب الجنة" (2005) للأخوين سهيل وعماد نوري و"أركانة" (2007) لحسن غنجة و"موسم المشاوشة" (2009) لمحمد عهد بنسودة...             

 

وبالإضافة إلى البعدين المسرحي والسينمائي في تجربة حميدو التشخيصية، هناك بعد تلفزيوني يتمثل في مجموعة من الأعمال التلفزيونية الفرنسية والمغربية التي شخص فيها أدوارا متفاوتة القيمة، نذكر منها على سبيل المثال: أفلام "علي بابا والأربعين لصا" (2007) لبيير أكنين و"عائشة" (2009- 2012) ليامينة بنكيكي و"مطاردة" لليلى التريكي و"رأس العين" لمحمد لطفي و"رجال تحت الأرض" لعباس فوراق...

 

تجدر الإشارة إلى أن الممثل المغربي والعالمي حميدو سبق له أن اشتغل في دبلجة الأفلام الهندية وغيرها إلى العامية المغاربية في أواخر الخمسينات بباريس تحت إشراف الراحل إبراهيم السايح (1925- 2011)، رائد دبلجة الأفلام بالمغرب، الشيء الذي ساعده فيما بعد على الاشتغال مع شركات فرنسية في دبلجة الأفلام الأمريكية وغيرها إلى لغة لوميير.

 

توفي حميدو بباريس يوم الخميس 19 شتنبر 2013، بعد معاناة مع مرض لم ينفع معه علاج، وبأمر من الملك محمد السادس تم دفنه بمقبرة الشهداء بالرباط.

 

لماذا هذا الكتاب؟

بعد هذه الإطلالة السريعة على بعض محطات تجربة حميدو الفنية،  يبدو أن هذه المسيرة الفنية الطويلة والعريضة جديرة بالتدوين والتوثيق في أكثر من كتاب، لماذا؟

 

 

أولا، حفظا لها من التلف، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية المغربية.

ثانيا، احتفاء بصاحبها وتعريفا بما قدمه من خدمات جليلة على مستوى فنون الفرجة داخل المغرب وخارجه، الشيء الذي شرفه وشرف البلد الذي أنجبه.

ثالثا، جعل هذه السيرة بمثابة نموذج إيجابي في الاعتماد على النفس وتحدي الصعاب لإثبات الذات داخل عالم فني لا يعترف إلا بالموهوبين والمجتهدين.

 

- أحمد سيجلماسي، ناقد وصحافي سينمائي مهتم بتاريخ السينما بالمغرب