.jpg)
حرصت وزارة التربية الوطنية هذا الموسم الدراسي الجديد على انطلاق الدراسة في الموعد المحدد، وعبأت من أجل ذلك كل الموارد البشرية واللوجستيكية المتوفرة وخاصة تأهيل المؤسسات التعليمية وفضاءاتها، لكن هل يكفي هذا من أجل انطلاقة سليمة للموسم أمام انتظارات أسرة التعليم الملحة؟ موقع "أنفاس بريس" اتصل ببدر البوخاري، الكاتب العام لفرع سطات للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل في هذا الشأن وأجرى معه الحوار التالي:
+ هل تلمس هنالك تغييرا في الدخول المدرسي لهذه السنة في عهد الوزير محمد حصاد؟
++ الجديد في هذا الدخول المدرسي في عهد الوزير حصاد هو محاولة تسويق الشكل على حساب المضمون (مذكرة الهندام. الوزرة. صباغة المدارس. التعجيل بالدخول الدراسي...). إن العمل في إطار الحملة على غرار ماتعودناه في وزارة الداخلية لابد و أن يجر وراءه سيولا من المشاكل العالقة نفسيا واجتماعيا (عقلية التدبير التكنوقراطية تركز على سير الأشغال والتتبع والتنفيذ.. فالمردودية لا ترتبط بالتجهيزات فقط وإن كانت هاته الأخيرة ضرورية. بل الأفيد أن تتكلف وزارة مختصة بالتجهيز والبنايات ...). مشكل التعليم ليس مشكل إداري بالأساس، إنه مشكل تربوي وأي إصلاح فيه يجب أن يرتبط بالقيم.. (تهميش دور المفتشين في الإصلاح الجديد بل وتحريفه من التأطير إلى المراقبة والعقاب.. التوظيف بدون تكوين.. هدر المال العام في تكوين عشرة آلاف إطار دون توظيفهم..).
+ ماهي مطالب أسرة التعليم التي ما زالت معلقة ؟
++ الحديث عن المطالب يجب أولا صون المكتسبات. وإرساء عدالة داخل القطاع ذلك لأنه تم تغييب البعد الحقوقي في التعليم منذ مدة... فمطلب العدالة مهم في بداية أي إصلاح.. لأن الإنصاف لم يتم: يتم اعتماد المعايير على حساب فئة ضد أخرى بل وعلى حساب النوع أيضا: مزاجية وازدواجية معايير الانتقال مع ما ترتب عليه من تأثير على الإستقرار المهني (مصيبة الحركة الانتقالية الوطنية والجهوية الأخيرتين)... مشكل الزيادة في سن التقاعد خصوصا في قطاع التعليم.. التعويض عن العالم القروي الذي صار في خبر كان... عدم التعجيل بإخراج نظام أساسي عادل ينصف الجميع.
+ ماذا في نظرك ينقص كي تكون انطلاقة الموسم سليمة وسلسة؟
++ لا يمكن للدخول الدراسي أن يكون جيدا وقد أصيب العاملون بالقطاع بحالة إحباط عامة ويأس بل وحساسية تجاه كل ماهو جديد، إن نساء ورجال التعليم يستقبلون السنة الدراسية الحالية بحالة نفسية جد متوترة وهو مالم يفهمه أي وزير من الذين تعاقبوا. إن العدل في القطاع يبدأ من عدم المساس بالمكتسبات والإشراك الفعلي للفاعلين التربويين بالتحديد لمواجهة التحديات والعقبات. وربط المسؤولية بالمحاسبة للمسؤولين الكبار لإعطاء العبرة وإيصال رسالة واضحة لكل معلم في الأرياف بـ"أن للتعليم مسؤولا يحميه من دينصورات الفساد..".
