الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الداودي: انتخابات مناديب العمال بين مطرقة التوظيف السياسي وسندان تغول الباطرونا  

الداودي: انتخابات مناديب العمال بين مطرقة التوظيف السياسي وسندان تغول الباطرونا   عبد العزيز الداودي
مع اقتراب موعد اجراء انتخابات مناديب العمال وأعضاء اللجان الثنائية تزداد حمى الدعاية وبكاقة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لحث الناخبين على انتخاب  اعضاء لائحة دون غيرها. واذا كان مناديب العمال وعدد اعضاء اللجان الثنائية هم من يحددون النقابات الاكثر تمثيلا قطاعيا ومركزيا .الا ان العديد من الأسئلة وجب طرحها وتتعلق أساسا بالتوظيف السياسي للعمل النقابي والذي يسيء اليه طبعا اي انه يستخدم الطبقة العاملة بدل خدمتها. وهكذا نزلت الأحزاب السياسية عبر اذرعها النقابية بكل ثقلها لنيل حصتها من كعكعة المناديب وبالتالي تعزيز الموقف التفاوضي اثناء الوجود في المعارضة او داخل الحكومة ثم كسب مقاعد داخل الغرفة الثانية على اعتبار أن الإجراء لهم من يمثلهم داخل مجلس المستشارين.ولكون انه يستحيل على حزب مشارك في الحكومة أن تتبنى نقابته موقفا غير الموقف الرسمي للحزب خصوصا في القضايا الاستراتيجية كاصلاح صندوق التقاعد ونظام المعاشات والتكريس لنظام العمل بالعقدة واحداث الوكالات للتمهيد لخوصصة ما تبقى من المرافق العمومية.فانه يبقى لزاما رد الاعتبار للعمل النقابي الاصيل والذي تحدد اهدافه منظمة العمل الدولية التي تقر بوجوب استقلالية المنظمات النقابية على الأحزاب السياسية لانه اذا كانت التعددية مرغوبة بل شرط اساسي لديمقراطية الدولة لان الاحزاب السياسية باعتبارها تنتمي إلى مشارب ايديولوجية مختلفة والى برامج اقتصادية واجتماعية وثقافية تختلف باختلاف التموقع . الا ان النقابة عكس ذلك لا تدافع الا عن  مصالح الطبقة العاملة والتي هي غير قابلة للتجزيء وتحتاج الى صوت واحد يشترط فيه ان يكون مستقلا .ففي اعتى الدول الديمقراطية لا توجد الا نقابة او نقابتين على ابعد تقدير ( فرنسا. اسبانيا. المانيا. الولايات المتحده الامريكيه. بريطانيا..   ). وينضاف مشكل بلقنة وتشتيت المشهد النقابي بالمغرب مشكل اخر يتجسد في تدخل الباطرونا السافر في اختيار المناديب اذا كانت تسري على المقاولات مقتضيات وبنود مدونة الشغل وفي التضييق على هذه الانتخابات او حتى منعها اذا كانت المقاولة لا تحترم تشريع الشغل جملة وتفصيلا. وهكذا تسعى الباطرونا جاهدة لان يكون المناديب أداة طيعة في يدها تستعملها حين تجهز على حقوق العمال ومكتسباتهم وبمبررات مختلفة تتعلق بالتوازن المالي للشركة او المقاولة وبضرورة إعادة الهيكلة بمعنى ان مندوب الإجراء قد يتحول الى ذلك السوط الذي يجلد العامل والمستخدم  لينطبق على هذا الأخير قول الشاعر وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند.