الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

البزاز: إسبانيا مطالبة برفع يدها عن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية

البزاز: إسبانيا مطالبة برفع يدها عن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية محمد البزاز: مبدأ حسن الجوار يفرض على إسبانيا احترام السيادة المغربية واحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية

قال محمد البزاز، أستاذ القانون الدولي بجامعة مولاي اسماعيل، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، إن مبدأ حسن الجوار يفرض على إسبانيا احترام السيادة المغربية واحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وأن يكون هناك تعاون على أساس الاحترام المتبادل بعيدا عن النظرة الدونية وتجنب إثارة التوترات أو استغلال بعض الملفات لممارسة الابتزاز، والتي قد تؤدي إلى تهديد الأمن والسلم بين الدولتين، كما قد تكون لها تداعيات الصعيد الإقليمي.

 

وأوضح البزاز أن إسبانيا كقوة استعمارية كان لها دور في التقطيع الترابي للمملكة المغربية، حيث احتلت الشمال إلى جانب الأقاليم الجنوبية، وظل هذا المنظور الاستعماري حاضرا في السياسة الإسبانية رغم محاولات مد الجسور بين الدولتين.. مضيفا بأن المغرب حقق العديد من المكاسب في ملف الوحدة الترابية، أبرزها العودة القوية للمغرب على مستوى الاتحاد الإفريقي، والطريقة الناجعة التي أدار من خلالها أزمة الكركرات، حيث تمكن من تحقيق النصر وطرد فلول البوليساريو من المنطقة، وهي التي كانت تخرق القانون الدولي والشرعية الدولية.. لكن الانتصار الأساسي والهام -يضيف البزاز- كان هو الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، والذي يعد اعترافا بالدور المتزايد للمغرب والقوة السياسية والاقتصادية للمغرب، ليس فقط على صعيد منطقة شمال إفريقيا، بل الصعيد الإقليمي، وهو الأمر الذي أثار حساسية اسبانيا كدولة لا تريد من ينافسها في المنطقة، ولا ترغب في تزايد القوة الإقليمية للمغرب في المنطقة.

 

وأشار البزاز أن المغرب يقوم بأدواره السيادية في الأقاليم الجنوبية، كما أن الساكنة تعيش في رفاه نتيجة التنمية الاقتصادية الكبيرة التي تحققت في الصحراء، مقابل وجود بعض الأطراف التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال دعم شرذمة الانفصاليين وضمنهم اسبانيا التي تسعى إلى إطالة أمد هذا النزاع المفتعل من أجل الحصول على تنازلات في الجانب الاقتصادي في علاقتها بالجزائر. موضحا أن المغرب بفضل السياسات التنموية التي يشرف عليها الملك في جميع التراب الوطني، والجهود التي تبذلها الدولة المغربية على مستوى التنمية الاقتصادية والاستثمارات الضخمة التي تحققت في الصحراء، بالإضافة إلى الدور الدولي الذي أصبح يلعبه المغرب جعل منه قوة صاعدة في منطقة شمال غرب إفريقيا وهو المعطى الذي يفرض على اسبانيا مراجعة مواقفها والنظر إلى الواقع بنظرة جديدة مختلفة عن نظرة الحقبة الاستعمارية، فالمغرب باعتراف عدد من المؤسسات الدولية وعدد من السياسيين الإسبان دولة لها وزن ويجب التعامل معها باحترام كامل ومراعاة مواقفها وقضاياها المقدسة وعلى رأسها ملف الصحراء.

 

ودعا البزاز إسبانيا إلى القطع مع ازدواجية المواقف في تعاطيها مع المغرب من خلال ادعائها الحياد في ملف الصحراء وفي نفس الوقت التآمر في الخفاء مع اطراف أخرى لتأجيج الوضع في الصحراء، معتبرا الاعتراف الأمريكي خطوة كبيرة ونقطة تحول أساسي ويجب على الأوروبيين بما فيهم إسبانيا التي كانت لها يد في خلق البوليساريو، وفي استمرار هذا النزاع من خلال المساعدات المقدمة إلى ميليشيات البوليساريو، وهي المساعدات التي تتحكم فيها قيادات البوليساريو، في حين يعاني المحتجزون في مخيمات تندوف من شتى أصناف الانتهاكات التي تمس الحقوق الأساسية.

 

وطالب البزاز باستحضار التراكمات التاريخية بين البلدين والتي يفرضها القرب الجغرافي، والفضاء البحري المشترك، والإطلالة على ممر بحري واستراتيجي عالمي يعد الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي، وهذا الموقع جعل البلدين مجبرين على التعاون وعلى حل المشاكل العالقة بين البلدين. مشددا على أهمية تطوير اسبانيا لمواقفها والمساعدة في ايجاد حل سياسي نهائي، ورفع يدها عن هذا النزاع المفتعل والذي تقف خلفه الجزائر بشكل مباشر من خلال احتضان ميليشيات البوليساريو مختلف أشكال الدعم للانفصاليين، بما في ذلك الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، وهو الأمر الذي تجلى واضحا في هذه الأزمة، حيث تم نقل زعيم الانفصاليين بوسائل تابعة للنظام العسكري الجزائري وباستعمال جواز سفر جزائري مزور بتنسيق مع اسبانيا ودون إخبار المغرب، وهو الأمر الذي اعتبره البزاز خطأ جسيما ارتكبته اسبانيا في حق المغرب.