الخميس 28 مارس 2024
سياسة

بركة: إسبانيا مطالبة باتخاذ تدابير لإعادة الثقة لتجاوز الأزمة مع المغرب

بركة: إسبانيا مطالبة باتخاذ تدابير لإعادة الثقة لتجاوز الأزمة مع المغرب نزار بركة، الأمين العام لحزب الإستقلال
وصف نزار بركة، الأمين العام لحزب الإستقلال في لقاء ضمن برنامج " لقاء مع الصحافة " بالإذاعة الوطنية والذي يعده الزميل صافي الناصري مساء أمس الأربعاء 2 يونيو 2021 إن الأزمة الدبلوماسية مع اسبانيا بكونها أزمة كبيرة، مضيفا بأن الحكومة الإسبانية أخفقت في مجال الثقة بدعوتها للمدعو ابراهيم غالي بكيفية ملتوية على الصعيد القانوني، كما أنها لم تخبر المغرب باعتباره الشريك التجاري والشريك الأساسي في محاربة الإرهاب ومحاربة الهجرة السرية والتهريب، كما أنه استضافته في ظرف خاص، علما أن غالي أعلن الحرب على المغرب، وهو لا يحترم اتفاقيات وقف إطلاق النار منذ نونبر 2020، كما أنه يقود منظمة انفصالية مسلحة، مشيرا بأن اسبانيا  عانت من إشكالية الإنفصال ولقيت كل الدعم من المغرب حكومة وملكا وشعبا في هذا الوقت الصعب، حيث كان المغرب حليف كبير للوحدة الترابية الإسبانية.

وأضاف بركة أنه لايمكن الحديث عن الإحترام اذا تم المس بمشاعر المغاربة من خلال قرار اسبانيا استقبال غالي الذي يتابع قضائيا بسبب ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بل الأنكى من ذلك – يضيف –  غالي غادر اسبانيا نحو الجزائر بعد الإستماع إليه من طرف القضاء الإسباني دون أن تكلف اسبانيا نفسها إشعار المغرب بذلك.

وأشار بركة إن استماع القضاء الإسباني لغالي يعد اعتراف ضمني بأن هناك إشكالية مطروحة وأن هناك متابعة قضائية وبالتالي بأن الرأي العام الإسباني فهم من هو هذا الشخص، وما قام من إجرام ومن انتهاكات في حق الإنسانية، ولكن هذا يعد غير كافي لتجاوز الأزمة مع اسبانيا.

ودعا بركة اسبانيا لإتخاذ تدابير الثقة من أجل تجاوز الأزمة، وخصوصا ماهو مرتبط بالقضية الوطنية، فاليوم – يقول بركة – مطلوب من اسبانيا أن تحدد موقفها بكيفية نهائية من القضية الوطنية، وبالتالي دعم الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، خصوصا بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء والذي أدخلنا في دينامية جديدة، مؤكدا أن شركاء المغرب ينبغي عليهم العمل في اتجاه إقرار السلم والطي النهائي لهذه القضية المفتعلة من طرف الجزائر، مشيرا بأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يبقى هو الحل السياسي لقضية الصحراء المغربية.

وقال أيضا إن المغرب يعيش محطة تحول في ما يتعلق بالقضية الوطنية ويفترض أن يتم الحسم نهائيا فيها في غضون السنوات المقبلة، وبالتالي علينا العمل جاهدين من أجل الدول الحليفة والتي لها دراية بالتاريخ مثل اسبانيا التي تعرف جيدا أن هذه الأراضي مغربية، مجددا رفضه لإستقبال غالي في هذا الظرف الذي يخوض فيه غالي الحرب ضد المغرب.

وبخصوص الهجرة الجماعية إلى سبتة المحتلة، أشار بركة أن هذه الهجرة الجماعية أضرت بمشاعر المغاربة، متسائلا عن ما قامت به الحكومة الحالية لتفادي هذه الظروف، مشيرا بأن حزب الإستقلال سبق له ان نبه الحكومة منذ 2018 وقدم لها مذكرة بشأن المشاكل المطروحة في المناطق الحدودية والتي تفرض بلورة خطة تنموية خاصة في المناطق الحدودية من أجل إنقاذ هذه المناطق، مضيفا بأن البدائل التي طرحتها الحكومة جاءت جد متأخرة، حيث تم طرحها مباشرة بعد الإحتجاجات التي عرفتها مدينة الفنيدق، وتم على إثرها تشغيل 700 سيدة في بعض الوحدات الإنتاجية، مؤكدا بأن المشكل لازال مطروحا لحد الآن.

وأوضح بركة أننا وصلنا إلى هذا الوضع بسبب تفقير الطبقة المتوسطة وتوسيع الفوارق الإجتماعية، وبسبب عدم الإهتمام بالمناطق النائية، مضيفا بأن الحكومة الحالية سارت في اتجاه الليبرالية المفرطة وهو ما أدى إلى توسيع الفوارق الإجتماعية التي وصلت إلى مستويات قياسية لم يسبق للمغرب أن عاشها، وهو الوضع الذي دفع 70 في المائة من الشباب إلى التفكير في الهجرة، محذرا من خطورة استمرار الأغلبية الحكومية الحالية التي تقود هذا التوجه على استقرار البلاد وبروز توترات اجتماعية، بالإضافة إلى الإشكالية الكبرى للتنمية الإقتصادية والإجتماعية، علما أن أغلب المغاربة لا يستفيدون من ثمار التنمية، وذكر كمثال على ذلك كون 20 في المائة من الأسر الأكثر غنى يستحوذون على أكثر من 54 في المائة من الدخل القومي.