الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن برما : عزل العقل وتسمين شيوخ وشيخات المذلة

حسن برما : عزل العقل وتسمين شيوخ وشيخات المذلة حسن برما
لم يتم تكريم سعيد ناشيد كأستاذ يقدم نموذجا متنورا يحقق إشعاعا له وللمؤسسة التربوية .. لذلك يجب رفع قضية اتجاه من شاركوا في جريمة عزله بمبررات حاقدة .. ويجب على كل الجسم التعليمي الوقوف ضد الحسابات الخوامجية الظالمة.
الفقيه النفساوي العثماني وافق على عزل الأستاذ سعيد ناشيد بمبرر الغياب والمشاركة في الندوات، فقهاء الظلام وأشباههم عوض العمل على تفرغ الأستاذ للكتابة يتم عزله فيما الآلاف من ممثلي نقابات التواطؤ والانتهازية ينعمون بالتفرغ الخاوي دون أن يقدموا للمجتمع أي شئ يذكر.
كنت سأوافق على ما قالوه في حق مسطرة العزل لو كنا في بلد ديمقراطي يسائل كل الموظفين على الالتزام بقانون الوظيفة لو لم أتذكر آلافا من المتفرغين بحجة العمل النقابي والحزبي فيما هم مجرد موظفين أشباح .. أمثال الأستاذ سعيد ناشيد في الدول التي تحترم العقل تمنح لهم خاصية التفرغ لكتاباتهم.
القضية من الأساس ظالمة.. في كل الدول التي تحترم مفكريها ومبدعيها يوافقون علي تفرغ من لديه مشروع كتاب ويوفرون له الشروط لينجز عمله في أحسن الظروف.. وعندنا يستمر العداء والحقد اتجاه كل من يصر على التميز والتألق ويحارب بكل الأساليب حتي يعود للقطيع ويهادن سياسة التدجين والتطويع.
لو كان الأمر يتعلق بغياب دون مبرر، فالقانوني هو توجيه استفسار من مدير المؤسسة التربوية وتنبيه المعني بالأمر، وبعدها تطبيق مسطرة الاقتطاع من الأجر، وفي حالة رخصة المرض، من غير المعقول مساءلة الأستاذ سعيد ناشيد عن مواصلته للكتابة وهو في حالة مرض، أي غباء هذا؟! وأي حقد ظالم مغلف برغبة مقيتة في قتل الفكر المتنور؟! ربما كان على الأستاذ ألا يتنفس سوى بأسلاك قاعات الإنعاش، بل وربما لم يكن عليه أن يتنفس الهواء ليؤكد للجنة الغارقة في التفاهات أنه فعلا مريض .. فقهاء القانون الأعمى يقولون لك أنت مريض فلا تفكر ولا تكتب!!!
وليس سرا .. أعرف العديد من الملحقين من رؤساء المصالح بالمندوبيات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية هم مجرد معلمي ابتدائي تم إلحاقهم اعتمادا على مقاييس مثيرة للاشمئزاز ، منها قربهم من أحزاب بعينها تسهل عليهم الترقي السريع والفوز بامتيازات معلومة، حيث تمنحهم سلطة القانون الخرقاء فرصة التحكم في أساتذة دكاترة وأقلام وازنة في حقل التربية والثقافة، وهؤلاء الملحقين عادة لا تتوفر فيهم الكفاءة المهنية ولا يملكون معايير التفوق التربوي والإشعاع المفترض سوى تبعيتهم لقطيع حزبي معين وانبطاحهم لتوجه انتهازي كريه.
وقبل هذا وبعده، لا ترسلوا لي صورا تفضح موقفه من التطبيع مع إسرائيل، وتبرروا لي الخبر بقولته" التطبيع، سلام الشجعان" فهذا لن يغير من تضامني معه شيئا، هو كاتب متنور، ولست في حاجة إلى التذكير بانبطاح خفافيش الظلام وعبوديتهم لدول خليجية لم تكتف بتوقيع التطبيع بل وزادت على ذلك التحريض ضد الفلسطينيين، وكلنا يعلم تواطؤات بني كلبون الملتحين مع كيان الاحتلال، يرفضون إسرائيل ظاهريا وفي الخفاء يخدمون أجنداتها الحقيرة، وعليه أنا ضد عزل الأستاذ وقطع رزقه بأي مبرر كان، وبعدها أناقشه حول موقفه من التطبيع والتنكيل بشعب فلسطين الأبي لأبين له خطأ قناعته المتسرعة.
ليست لي معرفة شخصية بالكاتب سعيد ناشيد، ولا يهمني مزاجه أو تعامله الأرعن والمتعالي مع الإدارة، تضامني معه مبني على أساس أن مسطرة العزل غير قانونية وبها الكثير من الهفوات أهمها أن اللجنة التي اجتمعت معه اتخذت قرار التوقيف لثلاثة أشهر فيما رفع للفقيه النفساوي قرار التوقيف النهائي، وهو القرار الذي وقع عليه بسرعة البرق.
وفي الفايس، لاحظت العديد من "الناس" تحركهم أحقادهم للشخص وكراهيتهم للفكر والفعل الفلسفي الحكيم يستكثرون على الكاتب حجم التضامن ويحاولون تبرير قرار العزل الظالم بأن المعني بالأمر رفض الالتحاق بمقر تعيينه في البادية متناسين أن الكثيرين من أشباح وزارة التربية الوطنية يتم تفييضهم "بلعاني"، يظلون أحرارا من كل التزام مهني، عاطلون عن العمل بترخيص من أقارب ومعارف يتحايلون على القانون ويستفيدون من الرواتب لسنوات دون أن يقوموا بأي عمل.
أما والأمر يتعلق بأستاذ باحث وكاتب يقدم نموذجا للمثقف المعطاء فقد كان حريا بإدارته العمل على مساعدته إداريا ليواصل عطاءه وإشعاعا يخدم سمعة المغرب ويقوم بمهام سفير ثقافي فوق العادة، فلماذا يُهْدَى التفرغ لبعض المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات والرياضيين والرياضيات، يستفيدون من الرواتب فيما هم يحصلون على مداخيل أخرى من التمثيل والتشخيص والغناء والرياضة دون أن تطأ أقدامهم مقرات عملهم الوظيفية؟!!!