الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

البروفيسور حدي يرصد الانتقال "من لا-تنمية التراب إلى مشروع مجتمعي متكامل"

البروفيسور حدي يرصد الانتقال "من لا-تنمية التراب إلى مشروع مجتمعي متكامل" البروفيسور محمد حدي وصورة غلاف مؤلفه

أصدر البروفيسور محمد حدي، كتابا باللغة الفرنسية بعنوان "من لا-تنمية التراب إلى مشروع مجتمعي متكامل"، في 235 صفحة..

وهذه هي أهم المحاور التي تناولها الكتاب، نقدمها للقارئ من خلال هذا الملخص:

 

تجري الأمور في سياق تتشابه داخله القوى السياسية والسوسيو-مهنية وممثليها أكثر فأكثر -إن لم تكن قد اصفرت كأوراق ميتة- حيث الخطابات تتشابه وخطوط التمايز بينها تختفي.. في هذه الأثناء تحكم كمشة من الجشعين قبضتها على مجالات واسعة من المجتمع تدفعه للعيش في غيتوهات من الإقصاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

 

في مثل هذا السياق يخنق فيروس الأنانية والفردانية التعبير السياسي والاقتصادي المتعدد الذي يريد مراجعة وإعادة النظر في موجات الانحرافات والإحباطات التي تشجع التهميش والميوعة. سياق تجسد فيه الشروخ والهوات عهدا جديدا من الظلام والتفاهة والفوارق تتجاوز كل الحدود وحيث الانتهاكات والاختلالات لا رجعة فيها وغير قابلة للإصلاح؛ وحيث تصبح الشروخ والظلم والفوارق والمظالم مقبولة وعادية.. ذلك هو النظام النيو-ليبرالي.

 

هذا النظام النيو-ليبرالي -الذي يتغذى من مظاهر العنف الخفية والظاهرة بمختلف الأشكال والمظاهر- لا يكترث لمن يعانون منه رجالا أو نساء. وهكذا يبدأ هذا القرن 21 على إيقاع مجازر في حق نساء ورجال يغرقون يموتون من الجوع والأوبئة والعنف والظلم... وتتجسد القسوة، سواء في الحوادث الصغيرة أو في الأحداث الكبيرة دون أن تثير الهلع والامتعاض والرفض داخل المجموعات الإنسانية.

 

ولذلك حان الوقت لاستكشاف مشروع مجتمعي مندمج ودامج يستدعي انخراطا واعيا بدون تواطؤ أو محاباة يستدعي بعدا مواطنتيا... هذه المفاتيح ستشكل القنطرة الوحيدة ضد التوافق القاتل والمدمر. وفي هذا الاتجاه ستمكن التعبئة والانخراط من تجاوز المعوقات والعراقيل الداخلية والخارجية وتصحيح الاختلالات وقلب هرميات القرارات الفوقية حصريا وبالتالي ستمكن من الابتعاد عن تطبيق السياسات والبرامج التي يمليها المركز حصريا.. وبإمكانها خلق سلطات مضادة جديدة دون أن تتطور هذه الأخيرة على حساب مصادر السلطة الأخرى حتى تكون السلطة في مواجهة السلطة والقوة في مواجهة القوة والكلمة في مواجهة الكلمة...

 

وانطلاق مثل هذه الديناميات التنموبة تتعلق بالعيش المشترك الذي ستضع خصوبته الرجل والمرأة في دينامية متخذة باستمرار من أجل تحرير الطاقات من الإكراهات التي يفرضها النظام المهيمن.. ومثل هذا الأفق سيحرر كذلك نفس الخلق والإبداع الخلاق والبناء للرجل والمرأة، كما أن الانخراط الإرادي سيحفز التفوق والإبداع الذي لا يجب أن يتلخص فقط في البحث عن الثروات الاقتصادية، بل أساسا في البحث عن القيم التي يتعين إعادة قراءتها وإحيائها، وخاصة قيم العمل.