السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد المباركي: البيجيدي والصفقة الخاسرة مع المخزن

محمد المباركي: البيجيدي والصفقة الخاسرة مع المخزن محمد المباركي

تمرير القاسم الانتخابي وجدل القنب الهندي نوعا ما، وقبل ذلك محاولة تقليص الوجود الانتخابي لحزب العدالة والتنمية خلال انتخابات 2016، وممارسة ما سمي آنذاك بـ "البلوكاج الحكومي"، هي كلها خيبات أمل لن يتقبلها الحزب بسهولة مقابل خدماته السخية والجليلة خلال الصفقة "تحت الطاولة" مع المخزن.. صفقة مركبة تراوحت بين التمترس في الجبهة المضادة لحراك 20 فبراير والدفاع عن المضامين السلطوية لدستور الفاتح من يوليوز 2011... ثم ولايتين حكوميتين لن ينسى المغاربة آثار التفقير الاجتماعي الذي مارسته من خلال إجراءات ومخططات عديدة، وهول الفقر "الحقوقي" فكرا وممارسة... ثم الانخراط في إحدى حلقات صفقة القرن المشؤومة "التطبيع" مع الكيان الصهيوني...

 

فهل يقوى البيجيدي على العودة إلى خلاياه الاجتماعية الانتخابية "النائمة" في الأحياء المهمشة والمداشر والدواوير  من خلال ذراعه الدعوي "حركة التوحيد والإصلاح" ليستجدي من ساكنة الهامش التعبئة في الدنيا مقابل خلاص الآخرة لعل وعسى يصل صوته إلى ما كان يحلو لقادته  توصيفه بـ "الدولة العميقة"؟ المشكلة أن البيجيدي الحكومي لم يقدم أي شيئ يجعل ذلك الهامش يشعر بالكرامة وهو الذي ظل محجورا في حجر صحي قاس اجتماعيا ومجاليا؟ ظل ذلك الهامش وقودا انتخابيا لنخب الريع الديني التي تقلدت المناصب والمواقع المادية والرمزية، وبالتالي يظل هذا الهامش المتعدد موضوع تنافس شديد بين البيجيدي والمخزن باعتباره خزانا انتخابيا استراتيجيا، وينبغي أن يبقى بدون وعي سياسي منظم والحد الأدنى من التأهيل الاجتماعي والثقافي حتى لا يعي مصلحته الحقيقية في التغيير والتي لن يجدها إلا في القوى اليسارية المناهضة للأصولية الدينية والأصولية المخزنية... لكن للأسف حال هذه القوى يبعث على الأسى والشفقة !

 

لا خيار للبيجيدي من فك الارتباط بين الدعوي والسياسي والتحول إلى حزب تكنوبيروقراطي كجزء لا يتجزأ من بنية الأحزاب القريبة من السلطة...

 

- محمد المباركي، عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي