الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: هل أتاك حديث يوم حشر البرلمانيين بقبة البرلمان؟

أحمد بومعيز: هل أتاك حديث يوم حشر البرلمانيين بقبة البرلمان؟ أحمد بومعيز
..لا صوت يعلو على صوت العدالة والتنمية وبرلمانييها في الدعاء..والدعاء ليس لله. وليس للعدالة. وليس للتنمية...الدعاء إلى عرقلة القانون التنظيمي للانتخابات 04 .12، بخصوص المادتين المتعلقتين بالقاسم الانتخابي واعتماده من المقيدين في اللوائح الإنتخابية، وإلغاء العتبة. الدعاء في السر وفيه الجهر. والعدالة والتنمية دعت في السر والجهر والعلن. ولما لم تستطع كبح لجنة الداخلية عن المصادقة على ذات القانون،  قررت الخروج بالدعوة للعلن. واستنفرت كل أبواقها، و جندت كل نوابها بمجلس النواب كي يحجوا عشية الجمعة 5مارس للبرلمان، عساهم  يعرقلوا المصادقة على المشروع. استنفرت برلمانيها كلهم كي يحتلوا مقاعدهم في قبة البرلمان، حتى ولو عرقلوا الجلسة أو نسفوها حتى. لا يهم .... المهم الدعوة الجهرية والجهورية  بالتمرد على الأغلبية التي دفعت بالقانون. ومجلس النواب يمثل الأمة، ويعطي المثل والمثال والنمودج . وقد سبق أن قرر مكتبه التقليص من حضور النواب إلى المجلس حفاظا على البروتوكول الصحي ،والحد من انتشار كورونا. والعدالة والتنمية وبرلمانيوها لا تهمهم كورونا .ولا تهمهم سلامة النواب. ولا يهمهم البروتوكول الصحي. ولا تهمهم الأغلبية. تهمهم فقط الدعوة لإسقاط مشروع القانون المعلوم وحده لا غيره. خرجوا إلى غزوة "العتبة والقاسم " عن بكرة ...بأزيد من 100 نفر برلماني كأنهم في حالة حرب جهاد.  أو كأنه يوم حشر برلمانيي آل العدالة والتنمية  . هو يوم الحشر فعلا ياقوم...والمجلس يدعو إلى قاعدة التمثيل النسبي.والنسبية لا مكان لها يوم الحشر. والنسبية لا تهم فقهاء العدالة والتنمية. فهي بدعة .والعدالة والتمية لا يهمها إلا ما يهمها. ولا تهمها إلا مصالحها .وهي وحدها تخرق ما تشاء من القوانين والبروتولات. وليذهب البروتوكول إلى الجحيم. والبقاء للعدالة والتنمية وحدها لا شريك لها. وقرارها لا يسقط .ورأي شيوخها لا يطله النقد والنقاش ولا البطلان. هي الحق والحقيقة، والقانون هي . وكل ما دون العدالة والتنمية بدعة. وكل البدع ظلالة. والكل إلى الجحيم والنار إلا العدالة والتنمية ووحيها المقدس. ولتذهب أغلبية الحكومة إلى الجحيم، ومصطفى الإبراهيمي بصفته رئيس فريق الحزب في مجلس النواب قالها جهرا وعلانية " ...الحكومة لم تعد لها أغلبية..تفعيل المقتضيات الدستورية والفصل 103 والمتعلق بسحب الثقة من الحكومة.." نعم سيدي النائب الرئيس، الحكومة لم تعد لها أغلبية، لقد اكتشفت الذرة..وكنت مستبصرا في إعلان المطالبة بتفعيل الفصل 103 الآن وبعد فواة الأوان. فلك كل التحيات والتحايا  الموسومة بتقية الخداع التي تلهمك خبث المزايدة والتأويل. فاذهب سيادة النائب أنت وإخوانك وأخواتك  المحشورون  إلى أبعد مدى في تحديك المزعوم، وطالبوا بالخروج من الحكومة حالا ... ولو في ما تبقى من وقت بدل الضائع من زمنها المهترئ والمنتهي بعد قليل. ..كلا ثم كلا ،لم تفعلوا ولن تفعلوا... لا تملكون الشجاعة... ولا تملكون القدرة... ولا تملكون حتى النية... وأنتم تعلمون أن الأعمال بالنيات ، وإن لكل إمرئ ما نوى. وأنتم نويتم البقاء في الحكومة والبرلمان والمناصب والمجالس ما شاء الله. وتدعون أن يشاء الله ما تشاء جماعتكم وشيوخكم ووزرائكم ومسيري مجالسكم. 
 وفي سبيل مصلحة الديمقراطية والمواطنة التي زعمتهم أن  إقبارها تم بسبب القاسم والعتبة، هل فعلا الديمقراطية تتلخص في هذا ؟؟ هل فعلا ضاقت بكم وحدكم حد رفض بضع منتخبين قد يلتحقوا - جدلا - ليزاحموا سيادتكم في المجالس؟؟ 
وفي سبيل الانزال في البرلمان، لماذا لم تنزلوا بنفس العدة والعدد  يوم التصويت على قوانين المالية؟ وعلى القوانين الأخرى التي تهم معيش المواطن؟ والتي تهم الفقر والتنمية الحقيقية؟؟ 
 وفي سبيل الحضور إلى البرلمان وفق قاعدة التمثيل النسبي، ألا يعتبر إنزالكم خرقا للقوانين ولحالة الطوارئ الصحية والجاري بها العمل في كل البلاد، والتي أرهقت العباد ؟؟ ألا يحق للجميع بعد نزولكم جماعات أن يمارسوا حقهم هم أيضا - وفق بدعتكم- في التجمع والسير والتجمهر في الأعراس والجنائز، والتظاهر والسهر والرقص والتفرج على الكرة في الملاعب،  بدون مراعاة قوانين الطوارئ الحالية ؟؟ أليس إنزالكم هذا دعوة صريحة ومباشرة للتمرد؟؟
فليكن ، وأنتم تسنون خرق القانون بإسم الديمقراطية التي تأولونها وفق مصالحكم . وأنتم تبدعون في تفعيل وتكريس وتصدير منهجية التباكي و المظلومية إلى الشارع الغارق في وحل سوء تدبير المجالس والقطاعات التي فزتم بغنائمها ،لا تنسوا أبدا أن التباكي والمظلومية والتقية والمصالح والنفاق والمزايدة والإنزال والفساد والإفساد والسياسة والديمقراطية والشعبوية  والادعاء والدعوة والسر والجهر والكفر والسحر والمكر... كل هذا لن يستقيم لكم منهجا، ولو أحببتم...وحتى ولو خرجتم كلكم يوم الحشر .