السبت 20 إبريل 2024
كورونا

جعفر هيكل: الحالة الوبائية  مطمئنة في المغرب.. لكن يجب توخي الحذر 

جعفر هيكل: الحالة الوبائية  مطمئنة في المغرب.. لكن يجب توخي الحذر  البروفيسور جعفر هيكل الأخصائي في الأمراض المعدية والصحة العامة
لوحظ انه منذ عدة  أسابيع والأرقام بخصوص الإصابات بفيروس كوفيد 19 في انخفاض كبير بالمغرب، وهذه الحالة، وإن كانت تبعث على الارتياح  فهي تطرح مع ذلك سؤالا حول الأسباب التي تجعل الحكومة ما زالت تتشد في إجراءات التشدد وإغلاق المطاعم والملاعب والمسابح والحمامات.
موقع
"أنفاس بريس" ناقش هذه المفارقة مع البروفيسور جعفر هيكل، الأخصائي في الأمراض المعدية والصحة العامة، والذي أدلى بالرأي التالي:

لما نشاهد الحالة الوبائية في المغرب فيما يخص جائحة كوفيد 19؛ نلاحظ ان الأرقام انخفضت بالفعل منذ ثلاثة أو أربعة أسابيع. هذا الانخفاض يدل أولا على نقص في عمليات التشخيص بشكل كبير، لأن الكثير من المواطنين عزفوا عن  التشخيص ولا يقومون بالتحليل. ويفسرذلك ثانيا بأن الحالة الوبائية تحسنت بعدما وصلنا إلى حالة لم يعد فيها الفيروس ينتشر كثيرا كما كان ذلك في بداية الجائحة وبعد رفع الحجر الصحي. لكن مع ذلك يجب أن نشير إلى أنه مازالت هناك حالات حرجة، كما أن نسبة الإماتة مازالت بين 7، 1% إلى 8، 1% وهو ما يفرض على الإنسان الحذر ما أمكن.
 
أما بخصوص مشكل التدابير الاحترازية، فيجدر القول  بأنها تتعلق بمدة زمنية  محددة يتعين فيها حماية المواطنين وتمتد بين فترة التلقيح الأول وفترة التلقيح  الثاني الذي سيتم بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع، سواء كان باستعمال تلقيح استرازينكا  أو تلقيح سينوفارم. وطبعا المناعة المكتسبة الفردية والجماعية في هذه المدة تتطلب شيئا من الوقت، لأنه بعد استعمالنا التلقيح الأول  ثم الثاني في ظرف المدة التي ذكرناها، فإنه يلزمنا على الأقل شهرا آخر بعد التلقيح حتى تكون لنا هذه المناعة المكتسبة الجماعية المنشودة، وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار 25 مليون من المغاربة الذين  ستتم استفادتهم من العملية. بمعنى آخر يجب أن نحقق في الحملة الوطنية للتلقيح على الأقل 60% من فئات الصفوف الأمامية التي لها خصوصيات من رجال ونساء الصحة والأمن والتعليم ومن المواطنين المسنين الذين تفوق أعمارهم 75سنة. وبالتالي فإذا لم يصل على الأقل إلى 60% أو 80% من التلقيح، فلن نصل إلى المناعة المكتسبة الجماعية، كما لن نستطيع السيطرة على هذه الجائحة  والتقليص من انتشار الفيروس.
 
إذن، الحكومة تنفيذا للتعليمات الملكية أخذت قرارا بانطلاق التلقيح الأول والثاني كي نصل إلى المناعة المكتسبة. ولكن قبل الوصول إلى هذا الهدف يجب علينا استمرار احترام  التدابير الاحترازية  من نباعد جسدي وارتداء الكمامة وغسل اليدين، وهذا طبعا يكون صعبا شيئا ما على المواطن الذي يتساءل كيف يقوم بالتلقيح ويطالب في نفس الوقت بالتدابير الاحترازية. ولكن في هذا  أؤكد أن استمرار مثل هذه  التدابير أمر واجب لضمان حماية المواطنين تزامنا مع التلقيح من أجل تحقيق المناعة المكتسبة الجماعية.  وأعتقد بأن هذا لا يمنع مع ذلك من التخفيف من تدابير الحجر الصحي  بكيفية معقولة، بشرط التزام المطاعم والتجار والمقاهي وغيرها باحترام قواعد الوقاية  وصحة المواطنين. 
 
فعن طريق المراقبة الوبائية  وتوخي الحذر مع ما  يتطلبه ذلك من وقت، يمكننا  تدريجيا الرجوع  إلى حياتنا  الاجتماعية والاقتصادية العادية. فالحالة الوبائية وإن كانت تجعلنا اليوم مطمئنين، لكن يجب أن نفكر ولا نغفل السلالات الجديدة من الفيروس القادمة، سواء من بريطانيا أو جنوب أفريقيا أو من  دول أخرى، ونكون حذرين حتى نجنب المغرب الوقوع في حالات صعبة كما تقع فيها اليوم فرنسا أو بريطانيا.