الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: رسالة إلى مداويخ الوطن..رجاء اسكتوا فقط و لا تعكروا فرحتنا

الحسن زهور: رسالة إلى مداويخ الوطن..رجاء اسكتوا فقط و لا تعكروا فرحتنا الحسن زهور
أتذكر أولا شهداء الوطن من أصدقاء الدراسة و البلدة بإمي أكادير(فم الحصن) الذين استشهدوا في ريعان شبابهم دفاعا عن الوحدة الترابية لهذا الوطن.
أتذكر الشهداء بيهرشان الحسين و مراوغاته الكروية، أضور الحسين و ضحكاته المتميزة، و بركا الحسن و نظراته المعبرة عن صفاء قلبه، و بلعيد عيوش المعروف ب "أوسارگ" و شغبه الممتع في القسم، و امجاغبا... و غيرهم ممن استشهدوا و لما يبلغوا الخامسة و العشرين من أعمارهم. شاركتهم حلاوة الطفولة و شغبها و مقاعد الدراسة الإبتدائية وكرة القدم,، و"تيبلاضين"و " بيسو"،و" إمعشار".. بعد المسيرة الخضراء انخرطوا في الجيش، و استشهدوا في المعارك التي شنت غدرا( واركزيز، تفاريتي، م لعلگ، الزاك... ) التي كان فيها السلاح المتطور جدا يتدفق على البوليساريو من ليبيا،( اغلب هذه الأسلحة السوفياتية المتطورة نعرف اسماءها، و لا يتوفر عليها الجيش المغربي آنذاك).
أستذكر هؤلاء الشهداء التي تربطني معهم الطفولة والدم و البلدة و الوطن، و أستذكر شهداء الوحدة الترابية، منهم من ترك ذكريات لا تمحى، و منهم من ترك ابناء يتامى، أرامل ثكلى، آباء مكسوري الجناح، إخوة يحملون ندب الفراق... 
أستذكر أرواح هؤلاء لأقول لمداويخنا الذين غوتهم الإيديولوجية الإسلاموية أو القومية فحلقوا خارج السرب الوطني إلى الشرق مبخسين ما حققه بلدهم الآن.
أستذكر أرواح هؤلاء الذين قضوا نحبهم من أجل الوطن ترحما و تقديرا لتضحياتهم لأقول للمداويخ من أبناء الوطن الذين بخسوا ما قامت به أمريكا: 
تذكروا أصدقاءكم، و إخوانكم، و آباءكم، و أحتبكم، و أقاربكم، و أبناء وطنكم.. الذين استشهدوا من أجل استرجاع أرضنا الصحراوية، و لا تبخسوا تضحياتهم بتبخيس هذا الإنتصار السياسي لبلدكم، رجاء اسكتوا فقط و لا تعكروا فرحتنا و فرحة شهداء الوطن.
 رجاء، احترموا أرواح هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل اللحظة ،(وهي قريبة) التي سنرى فيها المغرر بهم من الإنفصاليين و محتجزي تندوف يعودون إلى هذا الوطن الموحد الذي يجمعنا جميعا بتنوعنا و اختلافاتنا. 
ما قامت به امريكا لمصلحة وطننا هو انتصار سياسي كبير سيعجل بالحل السياسي لمصلحة وطننا و بعودة الإنفصاليين و المحتجزين إلى حضن الوطن، بعد انسداد الأبواب أمامهم.
إن تبخيس ما قامت به أمريكا لإرضاء نزوات أيديولوجية إسلاموية او قومية عرقية هو طعنة للذين استشهدوا من اجل هذا الوطن. رجاء اسكتوا، صياحكم خارج السرب، و بياناتكم المؤدلجة التي تبخس انتصارات الوطن لن تزيدنا إلا محبة للوطن، لكنها تؤلم شهداءنا في عليائهم، رجاء احترموا تضحياتهم .
إلى شهدائنا اصدقاء الطفولة، وإلى جميع شهدائنا الذين قدموا ارواحهم فداء لهذا الوطن، أولا الرحمة على أرواحهم الطاهرة، و نعاهدكم على البقاء أوفياء لهذا الوطن بوحدته في تنوعه، و بهويته، وبتميزه الثقافي والحضاري العريق عراقة هذه الأرض، ولن تغرينا الإيديولوجيات مهما كانت دوافعها و مغرياتها المادية و النفسية لنتخلى عن حب هذا الوطن العزيز الذي ضحيتم من أجله.