الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

علي بوزردة: ترامب كتب صفحة عظيمة في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية

علي بوزردة: ترامب كتب صفحة عظيمة في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية علي بوزردة

يقولون إن الزرع والاعتراف لا ينموان إلا فوق أرض وتربة جيدة، وهذه الأرض هي أمريكا.

لقد تم طي الصفحة لأننا لسنا في تلك الفترة التي كان لابد فيها من القراءة بين السطور ما كتب أو أشار إليه ذلك الأمريكي صاحب الشنب بمجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية.

ولابد من التذكير أن "جون بولتن" كان خارج التغطية وأن الرئيس ترامب كان على حق لما قام بفصله عندما أصبح يوما ما مستشارا بالأمن القومي.

 

في يوم 10 دجنبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تم طي صفحة من التاريخ، لما وقع الرئيس الأمريكي ترامب مرسوما يؤكد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على جميع أقاليمه الجنوبية، وهو شرف للقانون الدولي وللحقوق المشروعة والتاريخية  للشعب المغربي على كل حبة رمل من صحرائه.

ولكي يؤكد الرئيس الأمريكي قراراه، أمر بفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة إلى جانب الدول العربية والأفريقية التي اتخذت نفس القرار كرسالة تأييد و تضامن مع القضية الوطنية.

ففي تغريدته على تويتر، أوضح دونالد ترامب أن بلاده لا تملك ذاكرة ضعيفة أو ناكرة للجميل. لقد ذكر بالعلاقات المغربية الأمريكية التي بدأت عام 1777 لما كان السلطان المغربي هو أول من اعترف باستقلال الجمهورية الأمريكية الفتية.

 

إنه تكريم يستحق التقدير والوقوف عنده لما نرى جيرانا لنا سال الدم المغربي بغزارة من أجل حصولهم على استقلالهم دون الحديث عن تضحيات جسام أخرى. وها هم  يرصدون ملايين الدولارات منذ نصف قرن من أجل تغدية ما يسمونه "نزاع الصحراء"، نزاع مفتعل ومصطنع بهدف سياسي عرقل للأسف بناء وحدة اقتصادية قوية للمغرب العربي الكبير.

 

قالت لي ابنتي لما علمت باعتراف أمريكا بمغربية الصحراء: "نهار كبير هذا".

نعم ابنتي.. إنه يوم كبير في تاريخ المغرب لأن الرئيس الأمريكي كان شجاعا وقال بصوت عال ما يهمس به جميع دبلوماسيو العالم و هو أنه في بداية القرن الماضي، نزع الاستعمار الصحراء بجرة قلم من خريطة المملكة الشريفة.

في ذلك التاريخ كانت تقسم أراضي أفريقية بأسماء جديدة ويتم توزيعها على إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، كما يتم تقسيم كعكة حلوى بين الأصدقاء.

 

في تاريخ المغرب، تعد عودة الملك المغفور له محمد الخامس من المنفى والحصول على الاستقلال وإطلاق المسيرة الخضراء واسترجاع الصحراء، أياما عظيمة.. واليوم القرار الأمريكي القاضي بمغربية الصحراء يوم عظيم أيضا.

 

شكرا جلالة الملك.

 

علي بوزردة، مدير موقع  19.ma