الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور مصطفى الشناوي: هذه وصاياي بخصوص الجدل حول اللقاح ضد الكوفيد 19

الدكتور مصطفى الشناوي: هذه وصاياي بخصوص الجدل حول اللقاح ضد الكوفيد 19 د. مصطفى الشناوي يدعو بالقيام بواجب التلقيح

وجه الدكتور مصطفى الشناوي (الطبيب و النائب البرلماني عن دائرة الدار البيضاء آنفا) رسالة إلى الرأي العام والخاص يعرض فيه، من خلال تجربته كطبيب ونائب برلماني في المعارضة ومناضل ومسؤول نقابي قطاعي ومركزي، آراءه في ما يروج من جدل حول اللقاح ضد كوفيد19؛ داعيا جميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين والنواب والمستشارين والموظفين السامين والمسؤولين الإداريين والسياسيين والنقابيين وفي المجتمع المدني إلى المبادرة بالقيام بواجب التلقيح ضد هذا الوباء.

وفي ما يلي نص الرسالة تنشرها "أنفاس بريس" كاملة:

 

"تحية صادقة للجميع..

 

أعتبر أنه علينا كنواب برلمانيين وكمسؤولين حكوميين وكمسؤولين في دواليب الدولة وفي الإدارة وكمسؤولين سياسيين ونقابيين وكمسؤولين في تنظيمات المجتمع المدني، أن نكون منسجمين في مواقفنا وفي تصرفاتنا وممارساتنا مع أقوالنا وخطاباتنا ونربط القول بالفعل ونُطَبِق ونُجَسِد بالحرف نحن أولا ما نوصي به الآخرين.

 

أنا نائب برلماني في المعارضة ومناضل ومسؤول نقابي قطاعي ومركزي،

وأنا طبيب اشتغلت خلال كل مساري المهني في قطاع الصحة العمومي،

وأنا مقتنع حتى النخاع بضرورة وأهمية التلقيح بصفة عامة والتلقيح ضد الكوفيد 19 بصفة خاصة، لماذا؟

 

- لأنه بفضل المناعة التي يوفرها التلقيح تم القضاء نهائيا على عدة أمراض وبفضله تم الحد من انتشار بعض الأمراض وبفضله كذلك يتم التخفيف من شراسة وقوة بعض الفيروسات والباكتيريات بعد دخولها للجسم، والإنسانية جمعاء مدينة للعلماء والخبراء الذين اكتشفوا وبحثوا وصنعوا لقاحات متعددة لحماية صحة الإنسان؛

 

- ولأنني استفدت شخصيا مباشرة بعد ولادتي من التلقيح حيث قام والدَي رحمهما الله بتطعيمي في المركز الصحي القريب من سكنانا آنذاك بدرب الفقراء بالدار البيضاء، ثم بلقاحات أخرى؛

 

- ولأنني كطبيب ساهمت بحماس في عمليات تلقيح آلاف الأطفال والنساء في سن الإنجاب مند تنظيم أول حملة لـ "الأيام الوطنية للتلقيح"JNV  سنة 1987 وإلى سنة 1994 والتي مكنت من ضمان نسب تغطية بالتلقيح جد مرتفعة تجاوزت 90 Taux de couverture vaccinale %مع القضاء على بعض الأمراض، وهذا مشهود به عالميا؛

 

- ولأنني للحفاظ على صحة أبنائي عملت مند ولادتهم على احترام جدول اللقاحات الضرورية التي يوصي بها البرنامج الوطني للتمنيع PNI وقمت بتطعيمهم بشكل مستمر في المركز الصحي إلى أن أتموا كل اللقاحات الموصى بها؛

 

- ولأنني أفكر بمنهج علمي منطقي وعقلاني، وأحلل الوضع الصحي الحالي العالمي والوطني مع ظهور فيروس كورونا Sars Cov2 وتفشي وباء كوفيد 19 وعجز الخبراء والعلماء والأخصائيين عبر العالم إلى حدود الآن فهم كل تفاصيل طريقة انتشار الجرثومة والعدوى ومختلف الآثار التي تخلفها والأعضاء التي تتكاثر بها ومحدودية المعطيات المتوفرة والتغيير المستمر للمقاربات العلاجية والوقائية للتكيف مع تطور الوباء والفيروس؛

 

- ولأنه أمام ذلك أي عدم كفاية المعطيات العلمية لإيجاد علاج تام ونهائي ضد الفيروس، وأن الوقاية والاحترازات الصحية الدائمة هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة للحماية من الإصابة بالكوفيد 19؛

 

- ولأن الكل متفق على أن تلقيح فعال وبشكل مكثف عبر العالم هو الحل الوحيد للوقاية من الكوفيد 19 حين نتعرض لإصابة بالفيروس Sars Cov2؛

 

- ولأن لي الثقة الكاملة في الأساتذة الجامعيين والأطباء والخبراء والدكاترة الباحثين والعلماء المغاربة وفي مستواهم العلمي والأكاديمي وجدارتهم؛

 

- ولأن العالم بأسره يتسابق الآن للحصول على اللقاح ضد الكوفيد والكل يعلم ويدري أن المرحلة الثالثة  Phase 3 من التجارب والدراسات السريرية على اللقاح الجديد لم تتم بكاملها كما هو معتاد في الحالات العادية، لكن اعتمد الجميع على النتائج الأولية والثانية التي بشرت بالخير وأكدت بأن كل اللقاحات المصنعة حاليا هي فعالة بنسب مختلفة من 85 إلى 95% وأنها كلها آمنة وغير مضرة بصحة وسلامة الإنسان؛

 

- ولأنني أتفهم تخوفات البعض وتحفظات البعض وتساؤلات المواطنين عن فعالية وأمن وانعدام الضرر بالنسبة لللقاح ضد الكوفيد19 الذي سوف يتم استعماله بعد أيام؛

 

- ولأنه ليس لنا أي حل آخر لتفادي المزيد من الأحزان بتزايد الوفيات والحالات الحرجة وعدد الإصابات بالكوفيد إلا التلقيح ضد الكوفيد 19 وبشكل مبكر ومكثف لأغلبية المواطنين؛

 

- فإنني وبالرغم من اصطفافي في المعارضة، لا يمكن أن أصدق أن الدولة والحاكمين في بلدنا هم بصدد الزج بالأطر الصحية ونساء ورجال التعليم والسلطات المحلية وقوات الأمن وفئات أخرى إلى الهاوية بحقنهم باللقاح ضد الكوفيد  19 "في إطار التجريب"، وهل هذا معقول وهل هذا ممكن؟ لا ثم لا. ولا يمكن أن أصطف مع الخزعبلات والتفكير غير العقلاني وغير المنطقي والذي يشكك في كل شيء إلى حدود العدمية...

 

+ لهذا فأنا سأكون من الأوائل لاستعمال اللقاح ضد الكوفيد 19 وسأعلنها للعموم وأمام أنظار الجميع لأعطي المثال كنائب برلماني يقوم بحقن نفسه بهذا اللقاح الجديد ولكي يثق المواطنون في خطابنا ومواقفنا؛

 

+ وقبل ذلك، اليوم أقوم بحقن نفسي باللقاح ضد الأنفلونزا الموسميةLa Grippe ، وقريبا سأحقن باللقاح ضد الكوفيد 19 أنا وكل أفراد عائلتي؛

 

+ وأدعو جميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين والنواب والمستشارين والموظفين السامين والمسؤولين الإداريين والسياسيين والنقابيين وفي المجتمع المدني إلى القيام بنفس الشيء وإعطاء المثال...

 

المواطنات والمواطنون المغاربة هم في أمس الحاجة إلى من يمنحهم ويعيد لهم الثقة .

مع تحياتي الصادقة.

 

الإمضاء: الدكتور مصطفى شناوي

- نائب برلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بدائرة آنفا

- مناضل ومسؤول نقابي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل

- مواطن يحب بلده ويحب الخير لغيره

- يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة ودولة الحق والقانون".