الخميس 28 مارس 2024
سياسة

قسم المسيرة الخضراء.. ميراث الحسن الثاني في قلوب المغاربة

قسم المسيرة الخضراء.. ميراث الحسن الثاني في قلوب المغاربة المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها
يحتفل المغاربة بالذكرى الخامسة والأربعين لمسيرة التحرير، وهي ذكرى غالية من صفحات تاريخ ذهبي سطر فيها 350 ألف مغربي، لبوا نداء الحسن الثاني، ملحمة وطنية، رواها الأجداد للأحفاد. 
6 نونبر ليس مجرد تاريخ عادي أو عطلة رسمية، بل هو عيد من أسمى الأعياد الوطنية.. عيد "التحرير"، وحكاية 350 ألف "قلب" مغربي كان يخفق مع الأعلام الوطنية المرفوعة والمصاحف المحمولة. حكاية تستحق أن تروى من جيل لجيل، وميراث يتقاسمه كل مواطن تجري فيه روح الهوية المغربية.
نحتفل في هذا التاريخ بمسلسل المسيرة الخضراء، وبمواصلة الكفاح والتنمية و"الشتلات" التي زرعها المرحوم الحسن الثاني، وها هي "الشتلات" تنمو في عهد الملك محمد السادس، وتكبر "المنابت العمرانية"،  لتطفو "المدن" المتحركة على الرمال التي وطأها 350 ألف مغربي، بأقدام كالأوتاد غرسوها في كثبان مقفرة. من يزور أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب "المحررة" بسواعد المغاربة، يدرك أن كل حبة من رمال هاته الأقاليم سقيت بالدماء.
نستحضر ملحمة المسيرة الخضراء، ونستحضر معها عنوان التاريخ، وبريق الذكرى، وصوت الحسن ينادي، وعيون عينيّ الساقية الحمرانية، ورصيف الشاحنات، ومشاهد الأعلام الحمراء المهيبة.. نستحضر "نفير" الحسن الثاني، وهو يدق طبول حرب بلا سلاح، ويدجج 350 ألف مغربي بالمصاحف والأعلام والأهازيج الوطنية. مشاهد تؤرخ لمسيرة استكمال الوحدة الترابية للمغرب انتصر فيها "السلم" على "الحرب"، انتصرت فيها "الوطنية" على "العدوان".
45 مرت و"منابت" الصحراء المغربية تكبر، وتكبر معها مقاومة العدوان القادم من "الشرق".. بفلسفة "السلم" نفسها، وبروح قسم المسيرة الخضراء الذي خطه الملك الراحل الحسن الثاني، نكمل مسلسل المسيرة للدفاع عن كل حبة من رمال الصحراء بعزيمة أكثر من 36 مليون "فدائي" مغربي.