الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد الحطاب: في واقعة "الأزمي"..برلمان أم "رَاس الزنقة"!

أحمد الحطاب: في واقعة "الأزمي"..برلمان أم "رَاس الزنقة"! أحمد الحطاب
ليس غريبا أن يتفوَّهَ نائب برلماني ووزير سابق بكلمة "بيليكي" اعتدنا أن نسمعها في أحاديث رأس الدرب ورأس الزنقة والشارع والمقاهي... لقد سبقه برلمانيون آخرون في استعمال كلمات وعبارات، إن جاز استعمالها في اللغة الدارجة المتداولة، فلا يجوز استعمالها في مؤسسة دستورية محترمة من المفروض أن تكونَ لغة مداولاتها راقية وبالأخص، مبنية على الاحترام المتبادل، أي احترام الزملاء و الزميلات البرلمانيين وبنات وأبناء الشعب، الذين بدونهم، ما كان لهذا الناطق بكلمة "بيليكي" أن يكون برلمانيا ووزيرا وعمدة...
وأنا واثق بأن هذا البرلماني استعمل هذه الكلمة وهو لا يعرف أصلها وكيف تم تحريفها ليصبح معناها هو "فابور"، يعني بالمجان. "بيليكي"، أصلها إنجليزي وهو be lucky، يعني كن محظوظا أو أنتَ محظوظ.
فعلا، هو محظوظ لأنه، بفضل مَن قام بالتهجُّم عليهم ونعتهم بالشعبويين، وصل إلى قبة البرلمان وإلى الحكومة وإلى العَمادة...
فأنا أتساءل مَن هو الشعبوي؟ هل البرلماني الذي استعمل لغة لا تليق بالبرلمان أو أبناء وبنات الشعب الذين من حقهم دستوريا أن ينتقدوا سياسة البلاد؟ سياسة فاشلة بكل المقاييس والغريب في الأمر أنه واحد من أسباب فشلها لأنه كان وزيرا في الحكومة السابقة و في وزارة تُعدُّ أم الوزارات.
وما يثير الغرابة و الاشمئزاز، هو ليس فقط لغته و لكن كذلك هيجانه وانفعاله وصُراخه. فإن دل هذا على شيء، إنما يدل على أن هذا البرلماني، إما فقد الثقة في نفسه وإما يظن أنه، بصُراخه هذا، سيغير موقف الشعب من رواتب ومعاشات البرلمانيين والوزراء...
لا يا سيدي، الشعب يرى مصلحة البلاد وأنتَ تدافع عن مصلحتك الشخصية! الشعب سئم من البرلمان و مِن مَن لا جدوى من وجودهم فيه. الشعب يعاني الويلات وأنتَ وأندادك تعيشون في رخاء.
الشعب ضد الريع وضد لوبيات الريع. الشعب مهمَّش وأنتَ و أندادك تزيدون في الطين بلَّةً. الشعب غارق في وادي الفقر والأمية وأنتَ وأندادُك تنتفعون من ريع المناصب والامتيازات و تعلِّمون أبناءكم وبناتكم في المؤسسات التعليمية الراقية داخل و خارج البلاد...
الشعب يطلب فقط الإنصافَ والتَّمتُّع بالكرامة التي ضاعت في سياساتكم الفاشلة، فقط.
 
أحمد الحطاب، فاعل مدني