الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

نور الدين ضرار: أسئلة مقلقة بشأن غياب اللقاح الاعتيادي للزكام في زمن كورونا

نور الدين ضرار: أسئلة مقلقة بشأن غياب اللقاح الاعتيادي للزكام في زمن كورونا نور الدين ضرار

لعل في ردهات وزارة الصحة في المغرب صحة ملابسات هذا الوضع غير الصحي المثير لأكثر من تساؤل واستغراب.. دون أن يفوتنا هنا تثمين جهودها المبذولة -حقيقة- بشكل متواصل في تدبير الأزمة الوبائية الراهنة بكل ثقلها المستشري من جهة، وعملها الدائم من جهة ثانية على تأمين أدنى حد ممكن لنا من أسباب السلامة وموفور الصحة.. ما عدا ما كان فوق طاقتها من فحش الفواتير في المصحات، أو خارج علمها من تردي واقع الخدمات في المستشفيات، أو ما ينالها من المرضى المتعللين بقلة الصحة في تبخيسهم المشوش عن حسن نية لنواياها الحسنة، أو تحاملهم العاري من الصحة بالمرة..

 

إن الأمر المستجد الداعي للحديث هنا عن القطاع، بحكم قربنا اللصيق فيه بأهل الاختصاص عن علة وإكراه، هو ما وقفنا عليه في الآونة الأخيرة، بالمجال الصيدلي تحديدا ومتاجر الأدوية عموما، كحالة مثيرة -بلا ريب- لأكثر من تساؤل مريب وتأويل غريب..

 

فتزامنا مع جائحة كوفيد، ولأول مرة في المغرب، كل الصيدليات لا أثر فيها للقاح الاعتيادي ضد الزكام، وهو المنتج الوقائي الذي دأبت السلطات الصحية منذ سنين وعقود على دعمه وتوفيره بما يفي بحاجة العباد في كل ربوع البلاد..

 

هذا هو الواقع المسكوت عنه الذي يعيش المتضررون تحت طائلته لحد الآن، وما من جواب شاف غير استغراب الدكاترة وتعاطف الصيادلة مع إعطاء الأمل في التوصل بأول شحنة منه أسبوعا بعد أسبوع.. لأجل غير مسمى.. وإن كان لكل أجل كتاب..

 

هكذا، ونحن في منتصف فصل الخريف بتنويعاته المناخية وأمزجته الجوية المتقلبة، تتفاقم المشكلة ويتعاظم الخوف من أن تكون هذه السنة استثناء بدون لقاح، مما سيعرض لخطر الانقراض حتما فئة عريضة، خاصة ممن يعانون في صمت من الأمراض المزمنة كالسكري، ناهيك عمن يعانون أصلا من الأمراض التنفسية الخانقة (ربو، حساسية، قصور رئوي ناجم عن آثار سرطان أو التهاب حاد أو استئصال جراحي).. أو من اجتمع فيهم جملة ما تفرق في غيرهم منها تفصيلا.. منّ الله علينا بفضل العافية، ووقانا الله جميعا سوء العاقبة..

 

هذا، علما أن المتضررين من انعدام اللقاح في الصيدليات هم الموصى لهم طبيا بأخذه كحقنة سنوية خريف كل عام.. وفي ظل الخصاص المهول، سيتركون بقدرة قادر لمصيرهم المحتوم في انتظار أجلهم المختوم بكوفيد أو الزكام.. والفائدة الكبرى للقاح تتمثل في تمكين هذه الفئة من المرضى على الأقل من تفادي السقوط ضحايا الخلط بين أعراض كورونا و أعراض الزكام.. والأغرب من كل هذا هو غياب أي بلاغ من الجهات الوصية أو حتى بيان ممن كان..

 

وبه الإعلام.. وعلى الدنيا السلام...