الاثنين 13 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الهادي الشقيقة: هل من متطوعين فداء للوطن بخمسة عشرة يوما فقط؟

عبد الهادي الشقيقة: هل من متطوعين فداء للوطن بخمسة عشرة يوما فقط؟ عبد الهادي الشقيقة

لا يمكن لأي أحد أن ينكر أن الأمور قد ساءت في وطننا العزيز وحصل ما كنا نتمنى أن لا يحصل ووقعنا في المحظور، وأصبحنا نعد ضحايا الفيروس بالأربعة أرقام (دخلنا لدار الألف)، وسادت الحيرة، هل نعود إلى الحجر الصحي ونصيب اقتصادنا بالضربة القاضية؟ هل نفتح المدارس أم نرجع إلى التعليم عن بعد رغم قصوره وجوانبه السلبية ؟ هل نلجأ إلى العلاج المنزلي رغم خطورته لمحاولة حماية المنظومة الصحية من الانهيار؟

ولا أظن أن هناك إلا النزر القليل ممن فكر في طريقة فعالة وقصيرة الأمد لحماية الوطن بصفة شمولية .

إن كل هذه الإجراءات التي نتردد في اعتمادها لن تعجل بتطويق هذا الوباء الفتاك وذلك راجع إلى مستوى الوعي العام والوعي بخطورته على الخصوص لدى العديد من مواطنينا ودرجة الاستهتار والتهور التي لا زلنا نلاحظها في الشارع العام وفي مختلف الأماكن التي توجد بها أعداد كبيرة من الناس.

 

هذا بالإضافة إلى أزمة الثقة بين المواطن والمسئول التي لاحظناها خلال مواجهة هذه الجائحة، وكمثال صارخ على ذلك أنه خلال الشهور الأولى لما كان المغرب يضرب به المثل في طريقة التصدي لها وكنا نسجل أرقاما قليلة جدا كان هناك العديد ممن يشككون في هذه الأرقام ويقولون بأن المسئولين يخفون العدد الحقيقي للإصابات ليظهروا قدرتهم الزائفة للعالم.

والآن وبعد أن أصبحت أعداد الإصابات مخيفة، بدؤوا يقولون بأن نفس هؤلاء المسئولين يضخمون أعداد الإصابات... وهذا لا يمكن تفسيره إلا بوجود أزمة ثقة عميقة بين الشارع والمسئول وهنأ يكمن الخطر.

إذ أنه لا يمكننا أن نبني وطنا ونحميه إلا بوجود ثقة متبادلة بين المسئول والمواطن وهذا يتطلب عملا شاقا لتحصيله.

 

كما سبق أن أشرت فإن كل هذه الإجراءات سوف لن تعمل إلا على تمديد مقام هذا الوباء بيننا، يفتك فينا كيف يشاء، ومن الزعامة التى كنا فيها نتقهقر إلى الذيل.

 

أن الوسيلة الوحيدة الناجعة في هذا الظرف تتطلب تجند الجميع وبكل تجرد لحماية الوطن، وسوف لن يتطلب ذلك منا وقتا طويلا ولا ضحايا إضافيين بأرقام هائلة ولن يتطلب منا فقط سوى خمسة عشر يوما من الالتزام الصارم بتدابير الوقاية والقيام قبلها بحملة توعية واسعة وشاملة لكل مكونات المجتمع ونجعل الجميع يلتزم بها بكل الوسائل وستكون النتيجة إنشاء الله مبهرة وسنودع بدون أسف جائحة كورونا اللعينة.

 

فهل من متطوعين فداء للوطن  بخمسة عشر يوما؟

 

 إطار سابق بوزارة الشبيبة والرياضة