السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

ثقافة الصحراء بالرحامنة من خلال تيمة أكسيسوارات الفضة

ثقافة الصحراء بالرحامنة من خلال تيمة أكسيسوارات الفضة أمينة الرمحاوي تتوسط مشاهد من أكسيسوارات الفضة

بتنسيق متواصل وحثيث، مع الأستاذ عبد العالي بلقايد، وثلة من الفعاليات الرحمانية داخل وخارج المغرب، تستمر سلسلة مقالاتنا التي تنشرها جريدة "أنفاس بريس" في موضوع متعدد الروافد والخصوصيات المتعلقة ب الموروث الثقافي الشعبي المادي واللامادي من خلال النبش في روابطه المجالية والحضارية والتاريخية بين الرحامنة والصحراء المغربية.

حلقة اليوم من مسار النشر والتوثيق تكشف عن "ثقافة الصحراء بالرحامنة من خلال تيمة أكسيسوارات الفضة"، والتي أعدتها الأستاذة أمينة الرمحاوي ذات الأصول الصحراوية الرحامنية، القاطنة بالديار الفرنسية، بتنسيق متواصل مع مجموعة البحث من أبناء وبنات منطقة الرحامنة.

 

الثقافة السائدة بمنطقة بوشان، والبحيرة دائرة سيدي بوعثمان صحراوية في كافة تعبيراتها سواء تعلق الأمر بالغناء أو اللباس، أو اللغة، أو الإحتفالات مجموعة البحث من أبناء وبنات الرحامنة، تتناول في هذه الورقة تيمة أخرى من خلال الأكسسوارات.

وقد اعتمدت مجموعة البحث بالأساس على الرواية الشفوية، وعلى الملاحظة من خلال التعابير الثقافية التي لا زلنا نشاهدها بالمنطقة وهي كثيرة. غايتها هو توثيق هذه المظاهر من جهة، ومحاربة بلاغة المحو التي تبيد بعض المظاهر الثقافية التي هي جزء من الهوية.

لا ندعي السبق في هذا المجال فقد سبقنا الكثير من المهتمين من أبناء المنطقة إلى إثارة هذا الموضوع سواء من خلال الندوات، بمهرجان "روابط" أو مهرجان "الرما والطلبة" أو بموسم الطلبة ببوشان.

في موضوع الأكسسوارات بمنطقة الرحامنة، نجد أن تيمة الفضة تكون هي المهيمنة على جميع الأدوات الأخرى التي تستعملها المرأة الرحمانية بمنطقة بوشان في زينتها، وهذا الاستعمال انسحب على الكثير من المناطق في المغرب سواء تعلق الأمر بالصحراء المغربية، أو موريتنيا، أو عند الطوارق، أو بمنطقة تزنيت.

وقد جمع الإهتمام بالفضة كل من الحساسية الأمازيغية والعربية. وهذا التشابه والميل للفضة دون الذهب صاغ حساسية جمالية حول هذا الذائقة يلتقي حوله العنصر الأمازيغي، والأفريقي/ الطوارقي/ والعربي.

ما أنتج تفرد مغربي جمالي له جذوره التاريخية.

إن الفضة مفضلة عند العرب، وعند الأمازيغ سواء من خلال استعمالها كأواني للأكل، أو مواد للزينة.

الكثير من الباحثين يرون بأن الأمر لا يتعلق بعامل ديني، وإن صح هذا الطرح فلا يمكن نفي تأثير الشرع في الكثير من العوائد الثقافية.

صحيح أن الأمازيغ يميلون إلى استعمال الفضة تيمنا بملكهم "شيشنق"، المعروف بـ " الفرعون الفضي"، والذي حكمت أسرته مصر لعقود من الزمن.

وبذلك ظلت الفضة من المجوهرات المفضلة عند الإنسان الصحراوي. والطوارق كانوا يعتبرونها فأل خير، وهكذا دأب الإنسان الرحماني وبالأخص بمنطقة بوشان على إهداء عروسه هداياه من الفضة، وإعداد زينة العروس منها كذلك.

 لكن لا نقدر على نفي تأثير الشرع في هذا الميل للفضة والتأفف من استعمال الذهب الذي يعتبر ضرب من ضروب الخيلاء. فالشرع ينحو نحو البساطة دون إهمال البروز الجميل.

وما انتشر الإسلام حين انتشر إلا حين ساير الأعراف الثقافية للأمم التي أقبلت عليه.

وبمنطقة الرحامنة لكي ينتشر هذا الإهتمام بكذا نوع من الأكسسوارات أعد لها أرضية تقنية، ومجموعة من التقنيين المهرة في الصياغة، وفي اللحامة، وفي النسيح، وفي الفخار..، وقد استأثرت عائلات معروفة بهذه الصناعات لتبقى هذه الثقافة مستمرة وحية.