الخميس 25 إبريل 2024
منبر أنفاس

عبد الله الزياني: هل ستقلب روسيا الطاولة على أمريكا؟

عبد الله الزياني: هل ستقلب روسيا الطاولة على أمريكا؟ عبد الله الزياني

بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل بلاده إلى أول لقاح في العالم لفيروس كورونا "كوفيد 19"، هل سيقلب ذلك الطاولة على الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى بدورها في الخفاء والعلن للوصول إلى اللقاح قبل أي دولة في العالم، وأنفقت على ذلك ملايين الدولارات، وكُلِفت أفضل الأطباء لديها من أجل لقاح مضاد للمرض أو علاج تام له. وتكون بذلك قد أبسطت هيمنتها المطلقة على العالم بأسره، والذي تحكمت فيه بقبضة من حديد؛ سياسيا وتجاريا إضافة إلى رأسماله المادي والصناعي بعد الحرب العالمية الثانية .

 

روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إنهما قوتان عسكريتان في العالم منذ زمن طويل؛ الأولى حشدت أنصارها عبر المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفياتي)، والثانية تزعمت حلف الشمال الأطلسي (الناتو)؛ ما أدخلهما في صراع شبه أبدي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومحاولتهما تقسيم العالم إلى قسمين، إما تابع لروسيا وحلفائها أو تابع للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. هل سيجدد لقاح فيروس كورونا الصراع القديم الجديد بينهما مرة أخرى، بين أكبر قوة عسكرية وسياسية وتجارية في العالم؟

 

هذا ما يتخوف منه العالم، وهو الذي لم يشف بعد من مخلفات الصراع العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، والأزمة العالمية الاقتصادية التي عصفت بالعالم بدية القرن الواحد والعشرين سنة 2008 وخلفت وراءها أزمات سياسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، إضافة إلى أزمات تجارية واقتصادية رأسمالية. فالصراع نحو التسلح الذي عشناه بعد الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية، هو نفس الصراع الذي عشناه قبل شهور بين الدول القوية من أجل الوصول إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا أو علاجا له. وقد أدخل العالم الشك قبل أيام في وجود لقاح أو علاجا له بعد إعلان وزارة الصحة العالمية أن الوضع سيأخذ المزيد من الوقت للوصول إلى لقاح للفيروس، أو لن يوجد له لقاحا ويجب على الإنسان التعايش مع الفيروس كأنه جزء منه، وهذا ما يوضح أن منظمة الصحة العالمية تعمل في جهة والدول القوية تعمل في جهة أخرى من العالم .

 

لقد عكر فيروس كورونا صفوة العالم منذ ظهوره بمدينة ووهان الصينية أواخر سنة 2019، مخلفا وراءه آلاف الموتى وملايين المصابين لحد الآن، فاقت عتبة العشرين مصابا حول العالم أغلبهم في القارة الأمريكية، ومازال يحصد الأرواح لحدود اللحظة في القارات الخمس، مرة أخرى العالم أمام تحد كبير لم يسبق له مثيل رغم ما عاشه العالم من حروب وانتشار الفيروسات والأمراض الفتاكة التي حصدت الأرواح بدورها قبل سنوات.. لكن فيروس كورونا المستجد من نوع مغاير عن الفيروسات، تكمن قوته في سرعة انتشاره وانتقاله بين الناس، خاصة المسنين منهم وأصحاب الأمراض المزمنة .

 

بهذا تفاجأ العالم، ونحن معه أيضا، بعد إعلان روسيا توصلها إلى علاج لفيروس الكورونا، بعدما كان العالم بأسره ينتظر الدول القوية صناعيا وطبيا (فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) التوصل إلى اللقاح قبل روسيا، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وانتصرت روسيا في حرب السلاح الجرثومي والسلاح المضاد؛ ما أدخلها في حرب إعلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

فهل ستفوز روسيا بالحرب في الأمتار الأخيرة؟

 

هذا ما ستؤكده لنا الأيام المقبلة في مواجهة فيروس كورونا.