الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

عبد الرحيم العطري : إعلان كن شابا "برهوشا وقاد بحومة" توصيف عنيف وقدحي

عبد الرحيم العطري : إعلان كن شابا "برهوشا وقاد بحومة" توصيف عنيف وقدحي عبد الرحيم العطري، وصورة الإعلان العنيف
في تدوينة للأستاذ الجامعي والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري، انتقد بشدة ارتفاع منسوب الصيغ السلبية التي تبني "نماذج النجاح الاجتماعي"، وتترسب في المخيال من خلال إعلانات تعتمدها شركات المشروبات الغازية في عز جائحة كورونا.
أهمية تدوينة الباحث العطري، في فضح الرداءة الإعلانية وعنف الرأسمالي المتوحسة التي تحول الكائن البشري الشاب إلى "برهوش وقاد بحومته"، ارتأت جريدة "أنفاس بريس"، تقاسم مضمونها مع القراء من أجل فتح نقاش عمومي للحد من هذا التوصيف الضاج بالقدح والصلافة وقلة الذوق.
 
"ويتساءلون من أين جاء كل هذا الخراب؟ وكيف لا نصل الى درجات عليا من الاحتباس القيمي والبؤس المجتمعي؟ هذا غيض من فيض، هذه صيغة من صيغ بناء نماذج "النجاح الاجتماعي"، التي تترسب في المخيال، وتعيد بناء الفهوم والمواقف والممارسات والخطابات.
فعبر هذه الإعلانات التي تعتمدها شركات المشروبات الغازية، وفي عز جائحة كورونا، نحدد للمستهلك اليافع، الذي سيكتب المستقبل، ما الذي نريده منه ليكون ناجحا اجتماعيا، إذ يفترض فيه، وفقا للرداءة الإعلانية وعنف الرأسمالية المتوحشة، أن يكون "برهوشا وقاد بحومة"، تحويرا واغتيالا للمثل الشعبي الذي كان يحيل على "فران وقاد بحومة" بمعنى الاقتدار والكفاءة والجاهزية لتدبير الأزمات والطلبات، فيما هذه الرداءة الاعلانية لا تريد منه إلا أن يكون برهوشا، مع يحتمله هذا التوصيف من قدحية وصلافة وقلة ذوق.
ومع ذلك كله، يتساءلون من أين جاء كل هذا الخراب، الأمور مترابطة ومتداخلة، يسهم في تركيبها وتعقيدها على هذا النحو المأزوم، السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والديني والإعلامي. فحذار من هذه الطلقات الاعلانية الطائشة.
سؤال أخير: أين جمعيات المستهلك؟ اين الهاكا؟ أين مجلس المنافسة؟ أين تامغريبيت؟"