الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الرحمان العمراني: ما الذي تبقى من المد القومي الناصري ؟

عبد الرحمان العمراني: ما الذي تبقى من المد القومي الناصري ؟ عبد الرحمان العمراني
 
في ذكرى ثورة 23 يوليوز المصرية :ماذا تبقى من المد القومي الناصري؟
ماذا تبقى من مد قومي دخل به العرب إلى التاريخ من أبوابه الواسعة وبدا الحلم قوة دافعة من المحيط إلى الخليج ينعش الذاكرة الجماعية للأمة ويفتح أمامها آفاق العمل المشترك، ،يصنع لها مكانة بين الأمم بقدر ما يضع لبنات تحول اجتماعي حاسم لصالح أوسع الفئات والطبقات .
لا شيء للأسف تبقى من ذلك المد .لننظر من حولنا .
حروب دينية وطائفية تذكر بعصور التتار والمغول وباسوا فترات القرون الوسطى.
قبضة حديدية لزعماء في الشرق العربي ينطقون بشعارات كبيرة ويتركون وراءهم بالدم والنار مناطق بكاملها تملؤها الأشياء الآدمية الممزقة والمطحونة .
استقراء بالأجنبي القريب والبعيد لحسم خلافات مصطنعة أو مصنوعة.
قوى إقليمية رأت الفراغ فتملكتها الرغبة في توجيه قاطرة الأحداث والتطورات لحساب أجنداتها الخاصة.
نخب تركت هوياتها الأصلية لعوامل تعرية تأتي مع رياح تهب من كل الاتجاهات.
هو ذا حال الواقع الإقليمي العربي اليوم ..للأسف الشديد.
ومع ذلك ومع أن الفارق واضح وكبير بين عنفوان الأمس وعتمة اليوم في الوضع الإقليمي العربي تجد من الطائفيين والأصوليين وحتى الناطقين باسم الديمقراطية من يحاكم الناصرية بأثر سابق ورجعي!!!.
واختم بواقعة شخصية حصلت لي في القاهرة في زيارة صيف من سنة 2014. في شباك تذاكر دخول محيط أهرامات الجيزة صباحا وعند شباك التذاكر بالمتحف المصري بميدان التحرير عند المساء أحسست برعشة فرح قومية وأنا أرى إعلانا يقول إن ثمن التذكرة بالنسبة للمصريين والأخوة العرب هو فقط 5 جنيهات خلافا للتسعيرة العامة.
وقلت بشيء من الانشراح هي بقايا تداعيات فكرة قومية من الزمن الناصري بقيت شاهدة على زمن مجيد.