الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن العطافي: كوفيد 19 يضرب الكرة الذهبية

حسن العطافي: كوفيد 19 يضرب الكرة الذهبية حسن العطافي
آفاق العالم، وخاصة عشاق كرة القدم أمس على خبر إلغاء منح الكرة الذهبية لسنة 2020. الإعلان يبدو طبيعيا، لأن زمن كورونا غير الكثير من ملامح العالم، لكنه أيضا بمثابة رد آخر على من يشككون في وجود شيء اسمه (كوفيد 19)، لأننا بصدد التخلي من جديد عن واحد من التقاليد المهمة عالميا.
ربما يتساءل الكثيرون هل ما زال في الكون من يشككون في وجود الوباء؟ نعم هم موجودون ولم يكن ما فعله الوباء في البشرية في مختلف بقاع العالم، أو في الاقتصاد العالمي بشكل عام كافيا لإقناعهم.
المشككون موجودون في مختلف البقاع وفي كل الأزمنة، وطبيعي جدا ألا يشكل زمن كورونا استثناء من هذه الناحية، يكفي أنه شكل استثناء في تاريخ الأوبئة التي عاشتها البشرية وانتقل بنا إلى ما أطلقنا عليه عولمة الأمراض والأوبئة، لأنه تجول عبر مختلف القارات وكان له تأثير بالغ.
لن نراهن على الدخول في نقاش مع فئة وضعت نفسها خارج السياق، لأن من لم يقتنع وهو يرى العالم يحصي ضحاياه، لن يقتنع ولو أحضرت له بيضة الديك.
هذه الفئة لا تستحق الذكر، ولا الاهتمام أيضا، لأنها تهدد بهدم ما جرى بناؤه في مختلف البقاع، حيث صار العالم أكثر معرفة بالفيروس القاتل، ووقف على الكثير من الحقائق أهمها عناده، وعدم رغبته في الاستسلام فكان التعايش أفضل ما اهتدت إليه البشرية في انتظار التوصل إلى لقاح أو علاج ينهي الكوابيس التي يعيشها العالم منذ إطلالة هذا الفيروس هناك في الصين.
بعد إغلاق البلدان حدودها وتوقيف الكثير من التظاهرات العالمية وعلى رأسها أولمبياد طوكيو التي مسها التأجيل، والمنافسات المحلية والقارية التي استِؤنفت على إيقاع التسلح بالحيطة والحذر ورفع لواء التعايش ها هو الفيروس يضرب أحلام المتألقين في عالم كرة القدم، ويصيب أمانيهم وأماني عشاقهم في مقتل.
هذا العام لن يكون هناك عرس، ولن نتحلق حول التلفزيون لنعرف الاسم الذي سيرفع الكرة الذهبية ويتربع على عرش الكرة العالمية.
كرة القدم هذا العام جاءت على نحو مختلف، فبعد التوقيف تفرقت اتحادات الدول شيعا بخصوص مآل الموسم الكروي، فهناك من حكم على الفرق بما حققته من نتائج قبل الطوارئ التي عاشها العالم وما يزال، وهناك من تشبث بإكمال الموسم ولو في غياب الجمهور، لتستمر الفرقة التي فرضها كوفيد 19 على العالم.
الموسم الكروي كان بلا طعم، أيا كان القرار الذي اتخذ من قبل الاتحادات المحلية، لأن شهية المتابعة اغتيلت، رغم ما قيل ويقال عن الإنصاف، الذي طالب به من رأوا في التوقيف النهائي ظلما لهم وترجيحا لكفة أطراف أخرى.
رأينا كيف ضحى العالم مكرها، ومتأخرا بالاقتصاد، ثم الكرة وكل الرياضات والأولمبياد والجماهير والدراسة والفنون و... كل هذه الأمور ما كانت لتحدث لولا الخطر المحذق. وفي الأخير يقودنا حظنا العاثر لنصادف عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وبكل لغات العالم، وأيضا في المحيط من يشكك في الأمر.
من يعرف ما يمثله الاقتصاد لأي بلد في العالم، وكرة القدم والأولمبياد على الصعيد العالمي لا يمكنه أن يفكر في ما يدافع عنه البعض بشراسة لتبرير بعض السلوكات الخارجة عن الإجماع.
كوفيد 19 فيروس، والفيروس كما أكدت الأبحاث العلمية لا روح له، وربما أيضا، لا أحاسيس له، وبالتالي لن يكافئ من يراوغون أنفسهم وليس العالم، دفاعا عنه، بل تأكد مع مرور الأيام أن من شككوا وظلوا دون حماية كانوا على رأس الضحايا وقدموا أنفسهم فوق طبق من ذهب للفيروس القاتل.
فيروس لا يعشق اللمة، ويفرض الفرقة على البشرية، ويجمد أنشطة المبدعين والرياضة التي تجذب الملايين، ويدفع الكل إلى إلغاء عامل الحسابات والتضحية بالملايير لا يمكن أن يكون مجرد وهم، بل من الوهم أن يتم الترويج لأكاذيب دون الاستناد إلى حقائق علمية، كونوا متأكدين أن العالم لم يفقد عقله ليكذب كذبة ثم يصدقها.