الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري: المجلس الوزاري دينامية دبلوماسية جديدة

نوفل البعمري: المجلس الوزاري دينامية دبلوماسية جديدة نوفل البعمري
المجلس الوزاري الذي انعقد بتاريخ 7 يوليوز2020، شهد تعيينين لهما إشارتهما الكبيرة للخارج والداخل، وينعكسان التقدم المنجز على الصعيد الدبلوماسي، يتمثل في:
- تعيين سفير مغربي بأبوظبي، وهو التعيين الذي كان قد تأخر وجل التفسيرات اتجهت نحو وجود أزمة دبلوماسية صامتة هي التي كانت قد أجلت هذا التعيين، بعد المجلس الوزاري  الرسالة التي تلقاها الملك من الإمارات أثناء إجرائه للعملية الجراحية، يبدو رغم اختلاف الرؤى فيما يتعلق تدبير العديد من الملفات على رأسها الملف الليبي، فإن هذا الاختلاف المقبول بين الدول من منطلق سيادي، استطاع البلدان معا تجاوزه وإعادة الدفئ للعلاقة الدبلوماسية بين المغرب والإمارات وهما دولتين يعتبرات اليوم معا فاعلين إقليميين قويين لهما كلمتهما الفصل وتأثيرهما الإقليمي والدولي في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية خاصة منها الملف الفلسطيني وأخيرا الملف الليبي، وقد يكون التعيين الجديد السفير المغربي بالإمارات خطوة دبلوماسية نحو حوار هادئ بين البلدين وتقريب وجهة نظرهما حول هذه القضايا، خاصة وأن المنطقة ستستفيد من أى تقارب بين البلدين ومن تقريب وجهات نظرهما، فحل الأزمة الليبية قد يكون ممرها مغربيا وإماراتيا من خلال دعم سياسي إقليمي لاتفاق الصخيرات خاصة وأن الخروج عن هذا الاتفاق الذي احتضنته الأمم المتحدة أدى وقد يؤدي إلى الفوضى بالمنطقة و إلى تقسيم ليبيا لدوليات وفي أحسن الأحوال سيؤدي الوضع إلى ليبيا مفككة ومسيطر عليها من طرف المليشيات و ممرا سهل نحو انتقال الجماعات الإرهابية نحرها ومن خلالها إلى باقي الدول.
- تعيين سفير جديد بالجزائر، وهو التعيين الذي يأتي في ظل سياق عام مرتبط بالمبادرة التي أطلقها المغرب مؤخرا، مبادرة اليد الممدوة للدولة و النظام الجزائريين والتي مازال المغرب ينتظر تفاعلا إيجابيا معها نصرة لشعبي البلدين ولرغبتهما في التكامل الاقتصادي وفي بناء اتحاد مغربي قوي يلبى مطامح شعوب شمال إفريقيا، وقد تكون خطوة فتح الحدود البرية بين البلدين مقدمة لأي تقارب حقيقي، سياسي بين البلدين وتحسيدا للتقارب الشعبي الموجود حاليا الذي لم تستطع سنوات طويلة من القطيعة التأثير عليه وعلى الحب المتبادل بينهما.
لذلك فتعيين سفير جديد وأخذت بعين الاعتبار الجزء الذي قد نعتبره إيجابيا في تصريح الرئيس الجزائري مؤخرا حول " التقارب بين الدولتين" قد يكون مقدمة إن صدقت نوايا النظام الجزائري مقدمة لحوار جدي، مسؤول بين المغرب والجزائر تطرح فيه القضايا العمالقة بين الطرفين وتؤدي إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما، وهي الصفحة التي تأثرت بسبب دعم النظام الجزائري للبوليساريو هذا الدعم الذي تضررت منه الجزائر ماليا و سياسيا و اقتصاديا أكثر من المغرب وما الحراك الشعبي الجزائري الاخير إلا واحد من تحلياته.
المجلس الوزاري الاخير على الصعيد الدبلوماسي قدم إشارات إقليمية ودبلوماسية واضحة على وجود دينامية جديدة ستتحرك اتجاه مختلف البلدان على رأسها الإمارات والجزائر الشقيقتين.