السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق : من اتحاد القوات الشعبية إلى اتحاد العائلات اللا شعبية

رشيد لزرق : من اتحاد القوات الشعبية إلى اتحاد العائلات اللا شعبية رشيد لزرق
 
"يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت".
إبراهام لينكولن
وبما أن المناسبة شرط فهذه المقولة هي التي استحضرتها و أنا أحاول وضع خلاصة عامة، في استخلاصها من مضمون الحوار الذي كان ضيفه الرئيسي إدريس لشكر، الذي يؤكد أن عقل لشكر فارغ المحتوى ولا هم له إلا مزيد ابتزاز حقيبة حكومية معينة.
الأمر الذي يثبت بالملموس الانفصام السلوكي والانحراف الشعبوي عن القيم المؤسسة للمشروع الاتحادي، فإدريس لشكر اختار أسلوب التهرب السياسوي واستعمل خطاب التقية الانتهازية، وانزاح نحو تقديم مبررات شعبوية، خدمة لأغراض إستوزارية تعاكس المرجعية التقدمية الحداثية للفكرة الاتحادية.
وبما أن لشكر يستهويه الحديث بالنماذج الدولية، نهمس له في أذنه بكون مشروعه في التوريث ولا يلتقي مع الاشتراكية إلا في نموذجين الكوري الشمالي وسوري الأسدي، وهذتين التجربتين، لا تدعيان الديمقراطية.
فلشكر يكد كدا و يسعى سعيا من أجل تثبيت أبنائه و توريثهم الحزب وتمكينهم من المناصب الريعية مقابل بيع مواقف الإتحاد و دفاعه عن الكارتيلات المالية.
وعند مقارنة تصريحاته نجد ادريس لشكر محترف قول الشيء و نقيضه، و يكفي هنا مقارنة ما قاله في حوار صحفي بعد فضيحة بنعبد القادر حيث دافع عن قانون تكميم الأفواه مخرجا لعبة النماذج الدولية، و اليوم يعود بنقيض الخطاب محاولا تبرئة نفسه من كلام هو قائله. ولا غرابة في ذلك فادريس لشكر تناسى أننا نعيش زمن الثورة الرقمية و كل تصريحاته محفوظة، فهو من طينة الفهلوي الذي يطل علينا بكذبة ويصدقها بل يؤمن بوجودها.
وبخصوص موضوع التحالفات نجد إدريس حاول الإلتفاف عبر المطالبة بحكومة وحدة وطنية، بعدما أدرك بكون لا أحد اليوم يرضى التحالف مع لشكر سواء في الأغلبية أو المعارضة و لا أدل على ذلك إلا مواقف الأحزاب من مشروع بنعبدالقادر.
وكنصيحة من لإدريس لشكر فإني أدعوه إلى الاستقالة وإنهاء مشواره السياسي، فقد حان الأوان لكي يتحرر حزب القوات الشعبية من تبعات الجهالة القبلية والإيديولوجية "الإسترزاقية".
فلن يكفيه هذا الركام من حملة التحليلات الصورية الهجينة التي نسفت عقل الإتحاد الإشتراكي، وابعد عنه حاضنته الشعبية.
 
رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية