الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

علي المدرعي: ما أحوجنا لشخصية من طينة عبد الرحمان اليوسفي في زمن زعامات العبث السياسي

علي المدرعي: ما أحوجنا لشخصية من طينة عبد الرحمان اليوسفي في زمن زعامات العبث السياسي علي المدرعي
من أصعب المواقف أن يفقد المناضل أو الحزب أو الوطن رمزا من رموزه، سي عبد الرحمان اليوسفي كان وسيضل رمزا من رموز النضال الديمقراطي والتحرري والحقوقي، ليس فقط في المغرب بل في العالم بأسره.
سي عبد الرحمان كرس حياته من أجل مصلحة الوطن في نكران ناذر للذات، ونبذا للحياة وللحسابات السياسية الضيقة، سواء قبل أو بعد تحمله مسؤولية حكومة التناوب التوافقي سنة 1998 وتسيير الشأن العام الوطي.
سي عبد الرحمان اليوسفي يرجع له الفضل الكبير في رد الاعتبار والروح للحركة الجمعوية وإعادة الأمل لحركة الطفولة والشباب، لأن في عهده حسم في ملف صفة المنفعة العامة والتي ناضلت من أجلها الجمعيات الوطنية منذ سنوات طويلة.
احتفظ بذكرى جميلة جمعتنا بالراحل أواسط سنة 1995 بمناسبة عودة المناضل المرحوم لفقيه البصري من المنفى، حيث قررنا في المجلس الإداري لجمعية الشعلة للتربية والثقافة بانتذاب وفد لزيارة لفقيه البصري في بيته المتواجد بشارع سيدي عبد الرحمان قرب شاطئ عين الذئاب.
عند وصول وفد الشعلة لبيت الزعيم السياسي، قرر الإخوة أن أقوم بتسليم الهدية والتذكار للفقيه البصري، وكان المرحوم سي عبد الرحمان اليوسفي من الشخصيات التي ظلت تلازمه أثناء استقبال الوفود القادمة من مختلف المدن المغربية.
بمبادرة شخصية مني، اقترحت على الإخوة أن يتم الاحتفاء كذلك بالمجاهد عبد الرحمان اليوسفي العائد من فرنسا بعد أن غادر المغرب سنة 1993 احتجاجا على التزوير افظيع الذي طال نتائج الاقتراع غير المباشر (الثلث الناجي) لأعضاء مجلس النواب.
بعد قيامنا بالواجب اتجاه المناضل لفقيه البصري، توجهت نحو سي عبد الرحمان اليوسفي لأقدم له الهدية/التذكار ( لوحة فنية وتذكار جمعية الشعلة) فبادرني بابتسامته المعهودة قائلا: " حتى أنا "... (حتى أنا) جملة ظل صداها المختزل في صيغة سؤال التواضع والعفة يتردد في أذني كلما تذكرت سي عبد الرحمان اليوسفي.
يعتليني الألم والحزن والأمل، الحزن على قساوة ماض ولى ، وأمل في مستقبل قد يحمل انفراجا سياسيا وحقوقيا...ما أحوجنا اليوم إلى رجل من طينة اليوسفي في زمن زعامات العبث السياسي.