الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الدكتور الطيب حمضي: "صُنِع في المغرب".. ملايين صناديق التضامن التي نملك

الدكتور الطيب حمضي: "صُنِع في المغرب".. ملايين صناديق التضامن التي نملك الدكتور الطيب حمضي
الإجراءات الاستباقية والقوية التي اتخذها المغرب حفاظا على حياة وصحة مواطنيه والصحة العامة أمام جائحة فيروسية غير واضحة المعالم بعد، مكنتنا وتمكننا، أن استمررنا جميعا في احترام الإجراءات الحاجزية، من تجنب الأسوأ، ولازال الطريق طويلا أمامنا.
هده الإجراءات لها ثمن اجتماعي ونفسي واقتصادي لن يكون سهلا تجاوزه.
من المؤكد أن صندوق التضامن الذي أمر بإنشائه جلالة الملك في بداية الوباء، يؤدي وسيؤدي أدوارا مهمة وكبيرة، لكن هدا الصندوق مهما كان رصيده، لن يتمكن لوحده من مواجهة كل مخلفات الجائحة وإعادة الدورة الاقتصادية لسكتها.
لحسن الحظ أن هناك صناديق تضامنية أخرى بالملايين يمكن أن تسعفنا في تجاوز مخلفات الوباء بل في الانتقال لمستوى أفضل لما كان عليه اقتصادنا. هناك طبعا العديد من الإجراءات الاقتصادية والجبائية التي يمكن اتخاذها، وهي ليست موضوع مقالتنا اليوم، وهناك كذلك التضامن الإنساني الذي يمنع من حولنا من الانتقال إلى الفقر أو البقاء فيه، ولكني أريد اليوم إثارة الانتباه لجيوبنا التي يمكن أن نحولها إلى ملاين الصناديق التضامنية. ليس بالضرورة بالتبرع وبالإحسان أو ...بل فقط بحسن صرف ما فيها. من خلال تغيير سلوكنا الاستهلاكي لصالحنا نحن ولصالح بلادنا ومواطنينا.
فلتتمكن بلادنا باقتصادها ومقاولاتها ومهنييها ومواطنيها من تجاوز مخلفات الحجز، علينا أن نغير سلوكنا الاستهلاكي عند عودة دورة الحياة إلى عادتها حتى تتمكن الدورة الاقتصادية من العودة هي الأخرى إلى عادتها، ولم لا أن تتحسن بعد الدروس التي تعلمناها من وباء كورونا.
علينا أن نتعلم كيف نستهلك أكثر المنتوج المغربي قبل أي منتوج آخر، كل ما أمكن، لتجنيب مقاولاتنا الإفلاس، وتجنيب مواطنينا البطالة، وتجنيبهم السقوط في الهشاشة والفقر كل ما أمكن. ونتعلم كيف نتعامل مع المنتوجات ومع المحلات والناس والمهنيين والصناع ومقدمي الخدمات الأكثر قربا منا، وتنشيط الاستهلاك من بداية السلسلة التي يتواجد فيها الفلاح والصنايعي والصانع التقليدي ....
هدا التغيير سيساعدنا في تجنب إفلاس المقاولات المغربية، والتقليل من الواردات لخلق توازن في ميزان المبادلات مع الدول التي نتعامل معها تجاريا، وإنعاش احتياطي العملة الصعبة، والمحافظة على حضورنا في الأسواق الدولية وعلى قدرتنا التنافسية. وسيساعدنا هدا التغيير في الحفاظ على مناصب الشغل، وتسويق وإنعاش المنتوج الوطني والحفاظ بل رفع القدرة الشرائية لعموم المواطنين. وإذا حافظنا على القدرة الشرائية سنكون قد حافظنا على الدورة الاقتصادية.
صندوق كورونا وحده لن يكفي لتجنب مخلفات الوباء ولكن مجهودنا الجماعي نعم.
أكدت لنا كورونا أن مصيرنا واحد، وأن سلامتنا من سلامة من هم من حولنا ولو كنا نعيش في عزلة عن محيطنا والطائرات مرابطة لحملنا أينما نريد. أفهمتنا أن سعادتنا من سعادة من يحيطون بنا، وسندنا الحقيقي هم أقرب الناس لنا.
كذلك في دورة الاقتصاد، قوتنا في إنعاش اقتصادنا وحده يتحملنا يوم يدير لنا العلم ظهره وندير ظهرنا له.
على المقاولات المغربية والحرفيين المغاربة والصناع التقليديين وغيرهم كذلك أن يستوعبوا الدروس، ويجعلوها مناسبة لتقوية ارتباطهم والتصالح مع المستهلك المغربي من خلال مراجعة عميقة وذكية للمنتوجات والخدمات لجعلها أكثر قربا من المواطن المغربي وأكثر تنافسية.
 
 
ملحوظة:
في علاقة بما سبق: الصورة أخذت خلال سمر "المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين" المنظم عن بعد يوم فاتح رمضان حول وباء كورونا في محوره الصحي: عواشر ومناقشة وتوعية وصناعة تقليدية..