الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

هل ستمنع دراسة وكالة الحوض المائي زراعة "الدلاح" بمنطقة الفايجة بزاكورة؟

هل ستمنع دراسة وكالة الحوض المائي زراعة "الدلاح" بمنطقة الفايجة بزاكورة؟ صورة من الأرشيف

مساهمة منها في تشخيص الوضع الحالي للمياه الجوفية بمنطقة الفايجة المزود الرئيسي لمدينة زاكورة بمياه الشرب، وبهدف تحديد مسببات أزمة المياه الجوفية والاستغلال الأمثل لها بهذا المجال، قدمت مؤخرا، وكالة  الحوض المائي لدرعة واد نون بمقر عمالة الاقليم، عرضا حول دراسة "عقد" الفرشة المائية  لمنطقة الفايجة بزاكورة، تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منها، وتهدف الدراسة إلى حماية وضمان استدامة الفرشة المائية للفايجة ومشاركة وانخراط كافة الفاعلين في هذا "العقد"، وذلك بغية إرساء حكامة جيدة للموارد المائية، مع اقتراح خطة عمل متفق عليها  تبعا لتوصيات المخطط المندمج من أجل حماية الموارد المائية والحفاظ عليها، ووضع الأدوات اللازمة لضمان التزام جميع فرقاء عملية إعداد ومراقبة احكام "العقد".

 

وجاء "العقد"، تقول الدراسة نتيجة استمرار انخفاض منسوب المياه الجوفية على امتداد كامل الطبقة المائية للفايجة، وظهور بوادر النضوب بأجزاء شاسعة من المنطقة وتفريغ المخزون غير القابل للتجديد (استهلاك 18 مليون متر مكعب من احتياطي المياه الجوفية)، وبالتالي فقدان التوازن المائي، أصبح معه الوضع غير مستدام، سواء على المدى المتوسط أو الطويل، نتيجة كون المياه الجوفية أصبحت غير مضمونة لكافة المستعملين تقول الدراسة. وأضاف المصدر ذاته، أن الدعوة الآن أصبحت ملحة لعمل استباقي.

 

وأشارت الدراسة نفسها، أن الفرشة المائية للفايجة تمتد على مساحة 1000كلم مربع وتضم 4 جماعات ترابية: هي ترناتة، البليدة والروحا، إضافة لبلدية زاكورة. وقد حدد وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، 5 خطوات لتنفيذ الـ "عقد"، تبدأ الخطوة الأولى بإعطاء الانطلاقة وتحسيس الشركاء بأهداف "العقد". وتقوم الخطوة الثانية على تشخيص الحالة الراهنة واقتراح  السناريوهات الأمثل لاستغلال الفرشة  المائية. فيما تستهدف الخطوة الثالثة، عقد ورشات عمل محلية وجهوية لتقديم نتائج التشخيص والتشاور. بينما تسعى الخطوة الرابعة إلى عقد اجتماعات اخبارية بالإقليم لتقريب وجهات نظر الفاعلين. وتختتم العملية بالخطوة الخامسة، بتقديم مشروع عقد الفرشة والاتفاقية الإطار والاتفاقيات المحددة، مع عقد اجتماع جهوي لتوقيع "العقد".

 

وحسب الدراسة المشار إليها، تعد  المياه الجوفية المورد الوحيد للمياه بمنطقة الفايجة بمعدل 27 مليون متر مكعب كاستخراج منها 0.8 مليون متر مكعب  لمياه الشرب (منطقة دجينيا) و25 مليون متر مكعب لسقي أزيد من 3500 هكتار تغطي زراعة الدلاح 80 في المائة، متمركزة بأهم نقط السقي (لمغادر وبوزكاغ وأم لعشار وأم الخرط..). وشددت الدراسة على انخفاض مستوى الفرشة المائية منذ 1980 ما بين 5 متر وأكثر من 20 متر، ومازال مسلسل الانخفاض مستمرا، منذ 2014 إلى الآن، مسجلة انخفاضا مهولا في الإنتاجية لطبقة الفايجة من 80 في المائة إلى 90 في المائة، حيث نضبت الكثير من الآبار.

 

وتقول الدراسة ذاتها إن آخر حصيلة للفرشة المائية لسهل الفايجة، سجلت عجزا مائيا قدر بـ 15مليون متر مكعب حاليا، بفعل تضاعف المساحة المسقية مرتين ونصف من 1350 هكتار 2014 إلى 3500 هكتار 2019 وتزايد عدد نقط الماء المجهزة للسقي من 340 بئر سنة 2014 إلى أزيد من 730 بئر سنة 2019.