الجمعة 26 إبريل 2024
كورونا

الدكتور بلحوس يشرح أسباب ارتفاع الوفيات والإصابات بفيروس كورونا

الدكتور بلحوس يشرح أسباب ارتفاع الوفيات والإصابات بفيروس كورونا البروفسور أحمد بلحوس

في هذا الحوار مع البروفسور أحمد بلحوس، أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء، يشرح أسباب ارتفاع أعداد وفيات المصابين بفيروس كورونا، مشددا على التقيد بالتدابير الاحترازية.

 

+ إلى حدود منتصف يوم الخميس 9 أبريل 2020، بلغ عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 96 حالة، كيف تفسر هذا العدد المرتفع للوفيات؟

- المعطيات الحالية في عدد الوفيات عالية مهما أكثرنا من المقارنة مع دول وفياتها أكثر. الارتفاع المؤقت للوفيات، راجع إلى طبيعة الفيروس وخطورته بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل السكري وأمراض القلب والشرايين) أو الذين مناعتهم ضعيفة بالإضافة إلى عدم الكشف المبكر عن الحالات المصابة بالفيروس، حيث أن الأطر الطبية تستقبل المرضى في مستويات متقدمة من المرض، مما يصعب معه العلاج، رغم المجهودات الجبارة المبذولة من طرفهم، أضف إلى ذلك أن المغرب غير قادر حاليا على إجراء اختبارات الكشف الشامل والمكثف كما تقوم به كثير من الدول المتقدمة.

هذا الكشف المبكر عن آلاف الأشخاص يوميا يمكننا من اكتشاف المرض في بدايته وبالتالي إنقاذ الكثير من الأرواح.

 

+ بالمقابل هناك ارتفاع لعدد الإصابات بالفيروس خلال الفترة الأخيرة، ما هو السبب؟

- ارتفاع عدد الإصابات أمر لا بد منه، لأننا قريبون من ذروة انتشار الفيروس وهي أعلى منحنى التطور الوبائي. لكن المهم هو أن يواكب هذا الارتفاع في العدد، إجراءات مناسبة حتى تمر هذه المرحلة دون وفيات أو بوفيات قليلة جدا.

في الفترة الحالية، نعيش انتشار الفيروس بكثافة حيث أصبحنا نلحظ ظهور بؤر عائلية وإصابة عائلات بأكملها أو جلها، كما أن البعض من المواطنين لا يلتزم بالحجر الصحي وبالتدابير الاحتياطية الأخرى اللازمة أثناء الخروج، أضف إلى ذلك كثرة الاختلاط ووجود الكثير من الأماكن المكتظة.

 

+ ما هي مسؤولية الأجهزة الوصية لوقف ارتفاع عدد الإصابات؟

- علينا جميعا أن نكثف من جهودنا للقضاء على هذه الجائحة وعلى الدولة ما يلي:

° بذل مجهود كبير للرفع من عدد اختبارات الكشف

° توفير مقومات الصمود للمواطنين وتمكينهم من مقومات الحياة الضرورية حتي يبقوا في بيوتهم

° مواكبة عملية الحجر الصحي المنزلي بالشروحات الكافية عن كيفية التباعد الاجتماعي وكيفية العيش في المنزل

° ضرورة الملاحظة الميدانية لسلوك المواطنين من طرف متخصصين اجتماعيين خصوصا في مناطق البؤر

° تعزيز مكانة المراكز الاستشفائية الجامعية في محاربة المرض.

° تعزيز الحماية لمهنيي الصحة واعتراف بكل من أصيب أو فارق الحياة بسبب هذا الداء أنه شهيد الواجب الإنساني يستحق التعويض المادي والمعنوي له ولذوي الحقوق، باعتبارهما حادثة شغل أو مرضا مهنيا لأنهم الجبهة الأولى التي يجب أن لا تفكك

° مراجعة البروتوكول العلاجي خاصة بالنسبة للحالات الخطيرة التي تقتضي الانعاش والعناية المركزة.

° تهييء عدد كاف من أسرة الانعاش والعناية المركزة ترقبا للأسوأ لا قدر الله.

° تعزيز المواكبة العلمية في المستشفيات لمواكبة كل التطورات والمستجدات

° صياغة خطاب تعبوي متكامل وناجع لأن البعد السلوكي للناس له نفس البعد الصحي في القضاء على هذه الجائحة.

° إنجاز مواد إعلامية توعوية حول كيفية تفادي العدوى في المنزل بالشروط الاجتماعية المغربية.

° إيلاء الأهمية القصوى للجانب النفسي داخل الأسر.

 

+ وما هي نصائحك للمواطنين للحد من ارتفاع الإصابات؟

- بالنسبة للمواطنين ننصح بما يلي:

° الاستمرار في البقاء في البيوت مع تعزيز التدابير الوقائية داخل البيت.

° الاستمرار في ارتداء الكمامات أثناء الخروج للضرورة القصوى مع الالتزام الصحي بكيفية ارتداءها وخلعها.

° مسح مقابض الأبواب والمفاتيح والهواتف المحمولة والحواسيب وحاملات الاوراق وأسطح الأشياء التي تم لمسها بمطهرات مناسبة.

° تهوية المنازل

° تجنب التزاور العائلي

° احترام التباعد الاجتماعي داخل العائلة.

 

+ ما رسالتك للأطر الصحية التي تقف اليوم في خط المواجهة مع الفيروس؟

- إلى جميع الأطر الصحية التي أبلت ومازالت تبلي البلاء الحسن في هذه المعركة الشرسة وقدمت ومازالت تقدم التضحيات خدمة لصحة المواطنين وتصديا لهذا الوباء، أقول لكم أنتم تاج رؤوسنا وفخر وطننا.

إلى جانب كل ما ذكرت لا للتهويل ولا للتهوين في هذه الأوقات الصعبة. هذه الجائحة فرصة كبيرة لإعطاء قطاع الصحة المكانة الاستراتيجية التي يستحقها ولمراجعة السياسة الصحية والاجتماعية المتبعة ببلادنا لأننا لن نكون في مأمن من جائحات أخرى.

هذه الجائحة ستزول كما زالت الأوبئة السابقة وسيأتي الفرج في النهاية. وحتى ذلك اليوم الذي نتمناه أن يكون قريبا، علينا جميعا احترام الإجراءات الاحترازية المتخذة وتعزير التدابير الوقائية خارج و داخل بيوتنا.