الخميس 25 إبريل 2024
كورونا

الدكتورة إيمان النقر : هذه وصفتي لمواجهة التداعيات النفسية على المواطنين نتيجة الحجر الصحي

الدكتورة إيمان النقر : هذه وصفتي لمواجهة التداعيات النفسية على المواطنين نتيجة الحجر الصحي الدكتورة إيمان النقر
كانت للحجر الصحي، الذي اقتضته التدابير الاحترازية المتخذة ضد وباء كورونا تأثيراته النفسية المختلفة، وذلك لأن هذا الحجر كان مفاجئا واكتسى طابعا إجباريا من جهة، ولأنه ارتبط بظروف استثنائية غير معتادة فرضها الاستنفار ضد خطر الوباء الذي خلق جوا من الهلع والخوف من جهة ثانية.
"أنفاس بريس" ناقشت التداعيات المختلفة لهذا الوضع مع الدكتورة إيمان النقر، الأخصائية في الأمراض النفسية والعقلية بشفشاون، ضمن الحوار التالي:
كيف تقدمين تعريفا للحجر الصحي من زاويتي كطبيبة في الأمراض النفسية ؟
الحجر الصحي يعتبر من بين الإجراءات الطبية المتبعة للحد من انتشار عدوى الأوبئة كوبا ء فيروس الكورونا أو كوفيد 19 الذي نعيش تطوراته هذه الأيام ؛كما أنه الإجراء الوحيد الذي أثبت لحد الساعة نجاعته في كل بلدان العالم.
لكن إجراء الحجر الصحي يخلف انعكاسات سلبية على نفسية الإنسان ماهي في نظرك ؟
من المؤكد أن للحجر الصحي آثارا نفسية على الإنسان كما هو الشأن اليوم بالنسبة لساكنة المغرب جمعاء وأذكر من هذه الآثار:
-الخوف من العدوى ومن الموت
-اضطرابات في النوم
-ارتفاع درجة القلق والتوتر مع سرعة الانفعال
-الملل الذي قد يصل إلى حالات من الاكتئاب
وكل هذه الأعراض تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة شخصية كل فرد ؛وكذلك مدى إصابة كل واحد بحالات الاكتئاب والقلق من قبل ،وهو ما يزيد من حدة المرض حتى بالنسبة للبعض التي كانت حالتهم مستقرة
ما هو السلوك أو القواعد التي توصين بها؛ إذن في فترة الحجر الصحي ؟
نعم هناك بعض النصائح الواجب إتباعها في فترة الحجر الصحي، وذلك للحد من الانعكاسات النفسية التي يخلفها ومنها:
-تجنب الاتصال والارتباط المباشر والدائم بوسائل التواصل الاجتماعي التي تتناول هذا الموضوع وتعرض أخبارا زائفة تزيد من القلق والتوتر؛ وبالتالي وجب الاكتفاء بتتبع آخر المستجدات عن الوباء مرة في اليوم عبر المصادر الرسمية
-إعداد برنامج يومي والحرص على أتباعه والحفاظ على الاتصال بالأقارب والأصدقاء عن بعد عبر وسائل الاتصال المرئية والمسموعة.
-استثمار الوقت في الهوايات المعتادة كالقراءة والكتابة وغيرها دون إهمال فترات الراحة والنوم المنظم،
-القيام بأنشطة ترفيهية وتمارين رياضية الملائمة وعدم نسيان مشاركة الأطفال في مختلف هذه الأنشطة؛
-القيام بتمارين الاسترخاء والتنفس العميق وهي تمارين تساعد في التقليص من حدة التوتر؛
هل هذه النصائح عامة بالنسبة للجميع؟
بطبيعة الحال يجب الأخذ بعين الاعتبار وضعية الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الخوف ؛أو كانت لديهم أمراض نفسية سابقة كما أشرت إلى ذلك من قبل ؛فمثل هؤلاء عليهم المبادرة باستشارة طبيبهم المعالج ؛ويمكنهم الاستفادة من استشارة مختص نفسي عبر الاتصال بمركز الإنصات والإرشاد النفسي من الاثنين إلى الخميس من الساعة الثانية إلى الرابعة بعد الزوال على الرقم 0639099551، وأشير هنا أن الجمعية المغربية للطب النفسي قد وضعت في إطار مواكبتها للظروف والتداعيات النفسية على المواطنين نتيجة الحجر الصحي أطباء أخصائيين في الطب النفسي لمعاينة واستقبال نداءات المواطنين والاستشارة عن وضعيتهم النفسية وذلك في مجموعة من المدن على مستوى المجالس الجهوية للهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء.