الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

كفّوا من اللغط.. الوطن يفتخر بأرحام عاملات النظافة الأمازيغيات التي أنجبت رجالات المقاومة (مع فيديو)

كفّوا من اللغط.. الوطن يفتخر بأرحام عاملات النظافة الأمازيغيات التي أنجبت رجالات المقاومة (مع فيديو) ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية وعاملة النظافة المغربية التي تحدثت في الفيديو باللغة الأمازيغية

عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتبادل رسائل التهنئة والتعبير عن التقدير والاحترام للمرأة كرمز للتضحية والعطاء والصبر، ومنبع للحب والحنان في كل بقاع العالم تزامنا مع تخليد عيدها الأممي (8 مارس) وما يشكل في الذاكرة النضالية على مستوى حقوق العاملات والموظفات في مختلف مواقع الشغل والإنتاج والتدبير والتسيير، وانتصارا لدور المرأة /الأم والزوجة والأخت والرفيقة والصديقة والزميلة في العمل.

 

إلا أن المفارقة الغريبة التي شكلت استثناء هي التي اقتنصها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتبخيس صورة نموذج العاملة في قطاع النظافة، وكأن مهنة النظافة تحط من كرامة الإنسان، وتصنفه في خانة الدونية وتنزع عنه لباس الكرامة.

 

لقد تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيديو" تم إصداره في إطار مسلسل لمشروع تواصلي طيلة شهر مارس 2020، يجمع السفراء والقناصل إضافة إلى مستشارين متعددي اللغات. يتحدثون بلغات عالمية مثل النجليزية والفرنسية والإيطالية، البرتغالية، الصينية وغيرها من اللغات… إلا أن لقطة المرأة العاملة في قطاع النظافة التي قدمت وصلتها باللغة الأمازيغية استغلها البعض للترويج لمغالطات تمس بقيمة العمل وعلو كعب المرأة/الأم التي تشتغل بنظافة اليد في كل المواقع بعيدا عن الاستغلال السياسوي.

 

إن المرأة الأمازيغية الأولى التي ظهرت في الفيديو بصفتها رئيسة لفريق الصيانة بوزارة الخارجية هي قبل كل شيء، أم لعائلة، تكافح من أجل القيام بواجبات الأم، على اعتبار أن كرامة الإنسان تتجاوز الوظيفة التي نمارسها كأفراد بمختلف القطاعات.

 

إن الانتقادات المتعلقة بهذا الجدل الزائف مجرد أسلوب فاشل للاصطياد في الماء العكر لتمرير مغالطات بئيسة، بل أن مثل هذا النقاش العقيم يضر بالمرأة بشكل عام وبشريحة نبيلة تشكل نصف مجتمعنا المغربي.

 

المرأة الشريفة التي تحدثت باللغة الأمازيغية، هي إنسانة استطاعت أن تكسب عيشها بكرامة، والواقع أن كبار المسؤولين والأطر يتشرفون بأن يكونوا أبناء وبنات نساء شريفات ومحترمات مثل هذه السيدة الفاضلة.

 

كم من النساء الأمازيغيات اللواتي يفتخر الوطن بأرحامهن التي أنجبت رجالات المقاومة للدفاع عن حوزة الوطن، وسهرن الليالي من أجل تقديم خيرة الأطر والمفكرين والمهندسين والباحثين ورجالات الإعلام والأطباء والدكاترة..؟

 

تبقى الإشارة إلى أن جميع النساء اللواتي ظهرن في الفيديو الذي أثار الجدل، تحدثن باللغة التي اخترنها للحديث عن ظروف عملهن وسط مجتمعنا الذكوري، الذي نتطلع فيه إلى تطبيق المساواة ومقاربة النوع بعيدا عن كل ما من شأنه أن يعكر مسارهن المهني.