الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: نهضة الزمامرة.. فريق وملعب بلا روح

محمد شروق: نهضة الزمامرة.. فريق وملعب بلا روح محمد شروق
هل يكمن اعتبار مشروع فريق نهضة الزمامرة مشروعا ناجحا؟
فريق تسلق الدرجات حتى صار ضمن فرق القسم الاحترافي الأول، وصار يملك مركبا رياضيا وسط منطقة الزمامرة..مشروع يقوده رجل اسمه عبد السلام بلقشور؛ كان والده ضمن مؤسسي الفريق و مسيريه في منتصف سبعينيات القرن الماضي. 
لذا يمكن اعتبار مشروع فريق نهضة الزمامرة مشروعا شخصيا و ليس مشروع منطقة.  
فالفريق يعيش حالة اغتراب إذ يعسكر بعيدا عن مدينة الزمامرة وفي يوم المباراة يستقبل ضيوفه بمدرجات فارغة بسبب قرار السلطات باللعب بدون جمهور.
لقد انتظر أنصار نهضة الزمامرة بشغف كبير افتتاح ملعب الشهيد أحمد شكري، من أجل مساندة الفريق الدكالي الذي لعب جل مبارياته بدون جمهور منذ السنة الماضية،عندما صعد للقسم الثاني وذلك بسبب الإصلاحات التي كان يخضع لها الملعب المذكور.
وهو ما يخلف حالة من الإحباط لدى الجماهير الدكالية المحرومة من مساندة فريقها المفضل، والتي سئمت من الإنتظار، كما أن الفريق بدوره يحرم من مداخيل مالية مهمة من شأنها تغطية ولو جزء من مصاريفه، في ظل تواضع ميزانية الفريق الصاعد حديثا للبطولة الوطنية.
وهناك غضب كبير بخصوص قرار "الويكلو" المفروض عليه، معتبرا إياه بالحصار الذي يطال الفريق.
وحتى بالقسم الثاني،حرمت السلطات المحلية والامنية بسيدي بنور ساكنة اقليم سيدي بنور من تتبع مباريات البطولة الوطنية للقسم الثاني بعدما رفضت الترخيص لفريق نهضة الزمامرة من استقبال ضيوفه بالملعب البلدي بسيدي بنور، وكان التبرير هو أن الملعب يتواجد وسط مدينة سيدي بنور ولا يمكن التحكم في الجمهور الذي سيتوافد عليه، وهو جواب غير مقنع ما دامت ان جميع مباريات البطولة الوطنية بقسميها الاول والثاني تعرف تعزيزات امنية من المدن المجاورة..
فما الفائدة إذن من فريق يقولون إنه يمثل منطقة و لا يعسكر بها  ولاعبوه لاينتمون للزمامرة..ثم ما الفائدة أيضا من صرف ميزانية على مركب لا يستفيد منه الفريق في استقبال جماهيره،وكان أولى برئيس الفريق الذي هو في نفس رئيس المجلس البلدي للزمامرة أن ينفق تلك الميزانية في إصلاح الطرق المحفرة منذ نصف قرن  أو إعادة بناء السوق البلدي الذي يشبه مطرحا للأزبال.
لقد كان من المفروض أن يكون فريق نهضة الزمامرة قاطرة داخل إقليم سيدي بنور الفتي الذي يتكون من 25 جماعة ترابية تتوفر جلها على فرق لكرة القدم تمارس بالاقسام الشرفية والهواة، مع العلم أن فتح سيدي بنور عندما صعد الى القسم الثاني خلال موسم 1996/1997 كان يستضيف ضيوفه بالملعب البلدي بسيدي بنور، فما الذي تغير طيلة 21 سنة حتى تم منع فريق نهضة الزمامرة من اللعب بملعب سيدي بنور؟، لا سيما أن هذا المنع الأمني يتعارض مع قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي وافقت على إجراء مباريات نهضة الزمامرة بذلك الملعب.
كل ما قيل يؤكد أن مشروع خلق فريق يمثل تلك المنطقة الفلاحية الغنية مشروع غير مكتمل بل كان من الأفضل أن يلعب فريق الزمامرة بقسم الهواة و يسمح له باستقبال ضيوفه بحضور جماهيره و بلاعبين من أبناء المنطقة عوض فريق لا يمثل إلا نفسه بعيد عاطفيا عن الزمامرة.
قرارات خاطئة حولت فريق نهضة الزمامرة الى فريق بلا روح و ملعبه الى فضاء جاف.