الجمعة 29 مارس 2024
في الصميم

دونالد ترامب "رضي الله عنه" و"أرضاه"!!

دونالد ترامب "رضي الله عنه" و"أرضاه"!! عبد الرحيم أريري

يحكى أن شخصا له أب ذو سيرة وسخة وقذرة، وذات يوم خاطب أباه قائلا: "لماذا يا أبي لا نغير اسمنا العائلي ونضيف له لقب: سيدي أو مولاي؟"

فرد عليه والده: "لما يموت كل من لا يعرف سيرتي وسيرة طاسيلة امك، آنذاك يمكن أن نغير الاسم".

 

هذه النكتة المغربية تنطبق بامتياز على الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب (بل وعلى كامل مسؤولي الإدارة الأمريكية: مدنية وعسكرية واستخباراتية).

 

فعلى هامش الغليان الاجتماعي الذي يهز دولة الشيلي منذ أيام وما ميز هذا الغليان من مواجهات دموية وعنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الشيلية، اتصل الرئيس الأمريكي ترامب بنظيره الشيلي "سيباستيان بينيرا"، وقال له: إن أمريكا تتوفر على "مؤشرات تدخل روسي لزعزعة استقرار الشيلي"!!

 

الله أكبر: واشنطن تتحدث عن حماية استقرار الدول الأجنبية، وبالأخص بأمريكا اللاتينية !

 

نحن نعلم أن شرط وجود الإدارة الأمريكية هو زعزعة استقرار الدول والتدخل السافر في شؤونها وتمويل عملاء واشنطن الخونة بهذه الدولة أو تلك لقلب الأنظمة او تنصيب رؤساء موالون لسياستها.

 

لسنا في حاجة الى ابراز الحالات التي تدخلت فيها أمريكا بالقوة في دول عديدة بالعالم ، وضدا على كل الأعراف بعد ان تجند وسائل إعلامها وأذرعها الحقوقية والاستخباراتية لتهيئ الرأي العام الدولي نفسيا لضربة معينة (خذوا الشيلي في عهد بينوشي أو البرازيل في عهد العسكر أو نيكاراغوا أو بنما أو افغانستان أو العراق أو الصومال أو لبنان او كوسوفو أو ابتزازها لأنظمة ديكتاتورية وشمولية سابقا وحاليا أو ما لعبته أمريكا من أدوار في تحريك الربيع الأصولي بالعالم العربي).

 

ذات يوم وانا في ضيافة وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، استقبلني ويليام بورنسWILLIAM BURNS -وكان وقتها يشغل متصب نائب كاتب الدولة الأمريكي مكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا-  ولما أنهيت أسئلتي كصحفي بشأن القضايا الملتهبة آنذاك، خاطبني ويليام بونرس قائلا: "الآن سنقلب الأدوار: أنا الذي سأسلك: كيف ينظر المغاربة لأمريكا؟"

توجهت للمترجم وقلت له: "سأجيب بنكتة"؛

فتدخل كريستوفر روس الذي كان حاضرا معنا في اللقاء وقال للمترجم: "انا من سيتولى ترجمة هذه النكتة" (بحكم أن كريستوفر روس يعرف اللغة العربية).

 

تابعت الحديث وأجبت: في المغرب يطرح دائما سؤال يتعلق بـ: "لماذا لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أبدا أي انقلاب عسكري؟"

فرد علي ويليام بورنس: "وما هو تفسير المغاربة لذلك؟"

قلت له بان النكتة تقول: "لأن واشنطن  ليست فيها سفارة أمريكية".

فانفجر ضاحكا وعلق: "هل معنى هذا أن مهمة سفرائنا هي التحضير للانقلابات".

أجبته: "نعم".

وهذه قناعتي إلى أن يثبت العكس، وفي انتظار ذلك علينا أن نطلب الحكمة والصدق من دونالد ترامب "رضي الله عنه و"أرضاه"!!