الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

"مسرح الشارع" ببن جرير يسدل الستار على إيقاع "البندير"

"مسرح الشارع" ببن جرير يسدل الستار على إيقاع "البندير" مشهد من مسرحية البندير

العروض المسرحية التي قدمت من 24 إلى 27 أكتوبر 2019، خلال فعاليات الدورة الرابعة "لمسرح الشارع"، والتي كان محور أنشطتها تكريم أيقونة المسرح الفنانة ثريا جبران، (العروض) كان قاسمها المشترك، مواضيع بحمولة ومضمون غاية في الأهمية، براهنية إشكالاتها وتناقضاتها، وانتظارات وطموحات شخصوها وممثليها، حيث تم عرض مسرحية "الجار" التي أبدع فيها الفنان الجزائري المهدي قاصدي. تلتها مسرحية "نزيف" للمخرج عيسى لكويس (أسفي)، والتي كشفت عن الجراح والآلام التي تنخر جسد الوطن والمواطن بجرأة فنية واقعية.

 

وبين تشخيص مشاهد عرضي "الجار" و"نزيف"، كان قدر "المخرجين" لنصوص العروض الموالية سواء "تياتروبوروتور" للمخرج عبد الفتاح شفيق (الدار البيضاء) أو مسرحية "لومبالاج" للمخرج نور الدين فويتني (شيشاوة)، أن يسافران بالمشاهد عبر صور الواقع المأساوي من حيث تسليط الضوء على التقيحات والأمراض الخبيثة التي يشتكي منها جسد الوطن ويستغيث المواطن المقهور من أجل معالجتها.

 

 

في اليوم الختامي من النسخة الرابعة "لمسرح الشارع" كان لقاء جمهور الرحامنة مع عرض مسرحية "البندير" التي قدمها شباب بن جرير لجمعية ألوان المسرح والسينما. وفي هذا السياق يقول أحد المتتبعين لفعاليات الدورة في تصريحه لجريدة "أنفاس بريس": "قد يكون "البندير" يرمز إلى الآلة الإيقاعية التي يستفيق عليها ثعابين الزمن الفني الرديء، أو تلك التي توحي نقراتها بقدوم "براح"، القهر والتهميش الاجتماعي، لتبليغ "الرسائل" المستوحاة من واقع مجتمعي أصابته الرداءة في مقتل".

 

عرض مسرحية "البندير"، التي حظيت بالدعم من الجهات الوصية على قطاع الثقافة، حسب نفس المتحدث "كشفت مشاهده التي شخصها الممثلون، عن ارتباك الإيقاع والموازين وسط ضجيج سوق "الفن" المشوه، والممسوخ، ووجد ضالته بين "فيروسات" تجار كرامة الإنسان، والمتسلطين على مساحات شاشات العرض التي احتلت المشهد الفني الوطني، وتسللت إلى الشارع، والمدرسة، والبيت، وتجرع المتلقي سمومها بفعل ما يقدم من أطباق "فنية" بمنتوج درامي رديء لقتل ما تبقى من آمال وحلم الإنسان بوطن يتسع للجميع."

 

 

لكن تساءل المخرج رشيد علي العدواني، خلال عرض "البندير" واقتحامه للركح، يضيف مستدركا "قد أعاد للميزان إيقاع "البندير" وضبط حوارات الممثلين، ولو نسبيا لتصحيح الوضع القائم واستخدامه للغة " القانون" لحماية الفن من الابتذال والرداءة".

 

هذا ولأسباب خارجة عن إرادتها، لم تتوفق اللجنة التنظيمية في اليوم الأخير من فعاليات "مسرح الشارع" من وضع برنامج ختامي محكم لإسدال الستار عن النسخة الرابعة، يعكس قوة العروض المسرحية التي تناوب ممثلوها وممثلاتها على ركح المساحات الضيقة "للركح"، الذي كان يفتقر للتجهيزات والأكسيسوارات الفنية والتقنية، حيث كان الارتباك سيد الموقف، على مستوى تتويج وتوديع الضيوف.