الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

فؤاد بلمير: ولا حزب مغربي واحد يتوفر على مشروع مجتمعي متكامل

فؤاد بلمير: ولا حزب مغربي واحد يتوفر على مشروع مجتمعي متكامل فؤاد بلمير
إن صياغة مشروع تنموي جديد قادر على الإجابة بشكل استعجالي واستراتيجي على مستلزمات المجتمع المغربي، لن يتحقق إلا بالقضاء على مجموعة من السلوكات التي استهلكت بشكل كبير وعلى مدى طويل،واستنفذت منذ مدة شروط بقائها وعلى رأسها اقتصاد الريع الذي، يشمل حتى المنظمات السياسية.
في ثمانينيات القرن الماضي،كانت الأحزاب تتوفر على مشاريع مجتمعية،وحاليا؛ولا حزب ،وأؤكد، يتوفر على مشروع مجتمعي متكامل باستثناء،من يريد إرجاع المغرب للسنوات الأولى من الهجرة.
وتبقى الإرادة الملكية، وبكل صدق وموضوعية، هي من تحمل المغرب نحو التحديث.لكن لتحقيق وتعزيز هذه الإرادة،فبلادنا تحتاج إلى الكفاءات الحقيقة والبلد يحتضن منها العدد الكافي.وأن يتم وضع حدا لسياسات المحاباة والولاءات وإسكات الغاضبين من المتحزبين حتى بات عدد وزرائنا يتجاوز وزراء دول عدد سكانها يفوق عدد سكان المغرب بعشرات الأضعاف.
لقد حقق المغرب بفضل الإرادة الملكية في عهد الملك محمد السادس خلال عشرين سنة منجزات ضخمة وتحولات مجتمعية عميقة.وإذا كان الملك الراحل الحسن الثاني هو مؤسس الدولة الوطنية،فالملك محمد السادس هو مؤسس مغرب التحديث وترسيخ النهج الديمقراطي بالرغم مما يعتريه من نواقص.
فالملك هو مؤسس مغرب البنيات التحتية التي يشهد بتوسعها العالم.والملك محمد السادس هو من أعاد المغرب إلى افريقيا سياسيا واقتصاديا..
وأمام كل هذه المنجزات الكبيرة وغيرها، يكمن تعثرنا في المشروع التنموي المجتمعي المتمثل في حرمان فئة واسعة من شرائح المجتمع المغربي،من الاستفادة من عائدات النمو،وهو ما أوضحه خطاب العرش.
لقد أصبح المغرب في حاجة ماسة إلى صياغة مشروع مجتمعي جديد بأدوات جديدة
ورجال جدد همهم خدمة المغرب؛عنصر بشري كفء كل ولائه للوطن تحت القيادة الرشيدة.وهذا هو الضامن لعدالة اجتماعية ترفع المغرب إلى مصاف أقوى 50 دولة في العالم.
لقد سئم المجتمع من الصراعات الضيقة والمصلحية التي عرقلت المسيرة التنموية،وحان الوقت لدفن الأساليب التي عرقلت وأوقفت مسيرة التحديث والمشروع المجتمعي الجديد.
فؤاد بلمير ، باحث في علم الاجتماع