الثلاثاء 14 مايو 2024
كتاب الرأي

ابراهيم اعمار :نقطة ضوء في مآل قضية الصحراء المغربية

ابراهيم اعمار :نقطة ضوء في مآل قضية الصحراء المغربية إبراهيم اعمار خبير في الشؤون الصحراوية
إن الحلول لم تكن هدايا يتبرع بها علينا التاريخ؛ وليس ارتجالا زمنيا تمليه النوايا والرغبات، ولكنه مسار مضبوط ودقيق المراحل إلى ان يصل الى نقطة الأرتكاز، حيث تختزل كل العوامل والأهداف النقطة التي بالضرورة تفرز النتيجة؛ وهي نقطة الوضوح حيث تبدد كل الغموض وتفسر كل إبهام، وحيث يقف الجميع إزائها امام اليقين المحتوم ؛ذلك شأن قضية الصحراء، فزوال المينورسو يمليه حاصل تحولات النمو الذي عاينته اجهزتها بالصحراء.

كما أن الانخراط الواسع لساكنتها وتدبيرهم لشؤونها اضحى حقيقة تاريخية يؤكدها الدستور ومؤسساته المنظمة، والتي بواسطة تدابير الثقة  تم في إطارها بناء النموذج التنموي للجهات الجنوبية وادواتها ؛من تمثيليات ديمقراطية مؤكل لها مهام النهوض بالقطاعات النشيطة للتي نذكر منها الصيد و الفلاحة والسياحة والقطاعات الاجتماعية والثقافية،  كما تم توسيع دائرة نفع هذه التمثيليات ليصل كل فئات وشرائح الساكنة؛ وهو الأمر المؤكد بالأرقام والإحصائيات سواء تعلق الأمر بمستوى الدخل او نسبة النمو، وتغطية شاملة تهم التجهيز والخدمات.

كما أن الخلاصات الهيكلية والتي طالت العدل والتعليم ضمنت بناء مواطنة كاملة وغير منقوصة، الأمر الذي منح لأنشطة المجتمع المدني حقوقيا كان او ثقافيا حرية واسعة في التعبير والتأطير والمشاركة في الشأن العام، وصلت حتى امتلاكه دستوريا احقية التشريع وفرض قرارات تنموية ذات الأولوية.

إن بعثة السلام الأممية تجد نفسها في الصحراء أمام سياسة مغربية  جعلت من صميم اهدافها، ألا وهما الأستقرار والسلم والتنمية والحرية والكرامة، وإذا ما تأملنا متغيرات الواقع الدولي خاصة في شقه الأقتصادي ومخلفات بؤر التوتر والأزمات المنهك للعمل الدولي والمعيقة للمرونة الاقتصادية ؛حيث اضحى هذا الإقتصاد في  امس الحاجة إلى مناطق تنعم بالتنمية و الإستقرار، نكشف أن ملحاحية الحل قد وصل إلى نقطة الارتكاز التي أملت تكثيف الجهود لتحقيق اهداف متقاطعة تهم المنطقة والعالم، فمن جهة إحياء لمقومات انتعاش اقتصادي في شمال افريقيا يشكل إطارا تجاريا مرينا للإقتصاد العالمي، ومن جهة أخرى رفع مستوى الرفاهية لبلدان عانت من ازمات الإقتصاد العالمي باعتبارها اقوى الشركاء له، في مثل هذا الواقع تندثر الأحلام والعواطف الناسجة لمسار وهمي للحل وتقف نقطة الارتكاز الجلية معلنة أن المنهج السليم والعلمي الذي يصنع الحل هو الذي يصنع النتيجة، فليس هناك وصفة جاهزة سحرية وإنما هناك عوامل وعناصر جوهرية حكمت مسار القضية وهي القادرة على فرز حل لصالحها، وهي باعتبارها مسار تاريخ ومجهود يستهدف الحل.
لقد انصفت التقارير الدولية سواء المعنية بحقوق الإنسان اوقضايا التنمية والديمقراطية المجهودات الحبارة التي قام بها المغرب في صحرائه، كما ان النظام الجهوي المبني على سياسة مفتوحة للساكنة المحلية لتدبير شأنها العام شكل موضوع تنويه وتتويج دولي لمسار البناء الديمقراطي والتنموي بالمغرب