السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد المرابط:بشأن مبادرات الحراك،ناصرالزفزافي يواجه الحبيب الحنودي!

محمد المرابط:بشأن مبادرات الحراك،ناصرالزفزافي يواجه الحبيب الحنودي! محمد المرابط
أطل اعزي أحمد الزفزافي، يوم الاثنين 18 مارس 2019 بتدوينة جاء في مطلعها :"في اتصاله الهاتفي اليوم،أبلغني ابني المعتقل السياسي ناصر الزفزافي رسالة اختار لها عنوان: "لا للبلاغات السياسية المنضوية تحت لواء الدكاكين السياسية"،وهذا نصها الكامل"،حيث كان حاصل هذه الرسالة أنه لن يشارك "الحوار مع أي جهة تقوم بمبادرات مشبوهة".
وبصرف النظر عن الشكوك التي تحوم حول الرسائل التي يسوقها الزفزافي الأب باسم ابنه، والتي تعكسها التدوينة التالية لأحد الجمهوريين(ماسينيسا أمغار) :"أسي حمد بركا من كل مرة اتصل بي ابني وقال لي. وبما أنه يتصل بك هاتفيا نرجو منك تسجيل كلامه كدليل أنه حقا ما تكتبه كلام ناصر"، فإنه أريد لهذه الرسالة أن تتزامن مع"مناظرة"على قناة ريفيزيون في موضوع:" حراك الريف واليسار"بين محمد أشهبار ومحمود بلحاج، وقد أدارها عماد العتابي. وتزامنت كذلك مع شروع معتقلي سجن عين عيشة بتاونات في إضراب مفتوح عن الطعام، حيث غطت رسالته على هذا الإضراب، في الوقت كان يفترض فيه توجيه رسالة، أو خوض الإضراب، من باب التضامن معهم، مما شجع إدارة السجن على أن تتعامل بأسلوب مغاير مع هذا الإضراب، وهو التعامل الذي كان موضع بيان تنديدي من طرف جمعية ثافرا للوفاء والتضامن، لم ينشره الزفزافي الأب على حسابه بالفايسبوك، مما يبين أن زفزفة الحراك مضرة حتى بمعتقلي الحراك.
وتأتي هذه الرسالة في سياق محاولة صرف الأنظار عن الزفزافي الأب المحاصر من طرف الجمهوريين بشبهة جباية الحراك، كما تأتي جوابا على تجاوب المعتقل الحبيب الحنودي مع مبادرتين عقب مسيرة 16 فبراير ببروكسيل، واحدة أوروبية "جاءت عبر تشكيل لجنة مكونة من برلمانيين أوروبيين أطلق عليه اسم أصدقاء الريف مهمتها متابعة ملف المعتقلين وتنمية منطقة الريف"، عبر الحنودي عن موقفه منها بالقول:"أنا معتقل من معتقلي الحراك الشعبي بسجن عكاشة أهم ما أرغب فيه خلال هذه المرحلة وما يرغب فيه كل معتقل هو الخروج من السجن وتنمية الريف طبعا، لهذا أجد نفسي ألتقي تماما مع لجنة أصدقاء الريف ضمن مهمتها التي رسمتها".
أما المبادرة الثانية فتتعلق "بلجنة مكونة من أطر مدنية ريفية حددت لنفسها برنامج عمل هدفه إيجاد حل لملف الريف الذي تفاقم منذ مقتل الشهيد محسن فكري". وقد عبر الحنودي عن موقفه منها بالقول:"مثل هذه المبادرة ببرنامجها ذاك أرى من المهم جدا أن تباشر العمل وأن تحافظ على استمراريتها لكي يتأتى لها تنفيذ برنامجها الذي يصب في قضية الدفاع عن الحريات وتنمية الريف تنمية حقيقية، من ناحية أخرى أرى أن الجمعيات والأطر المدنية الناشطة هي التي تعرف دون سواها موضوعها وحدود مجال عملها، ولا شك أن العمل النزيه والجاد هو المعيار الأساس لنجاح "لجنة الأطر الريفية" في عملها ولإعطاء اسمها وزنا وتأثيرا وصدقية... لا أحد يتحتم عليه أن ينتظر شيئا من أحد. شخصيا ألتقي مع المبادرات الصادقة والجادة وذات النية الحسنة والمنطلقة من القناعة الراسخة. وكما قلت سابقا انا ألتقي مع كل من يعمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين والدفاع عن الحريات العامة والخاصة ومن أجل تنمية الريف ورفع الحصار عنه.مبارك كل عمل في هذا الاتجاه".
لقد كانت رسالة الحبيب الحنودي موضع تجاهل ملحوظ، لأن سوق الاعتدال كاسدة. أما رسالة ناصر الزفزافي، فقد أخذ التفاعل معها مستويات؛ منها ما كتبته "عنقاء الريف":"صباح الخير إلى الصنديد ناصر الزفزافي الجمهوري على نهج مولاي موحند". وهذا يظهر أن سوق التشدد نافقة. وحتى النخبة التي تحرجها عبارات الدكاكين السياسية والخزوماشوقيين، ركزت في تنويهها على اشتراطاته للحوار، في حين غاب عنها أنه يمهد بتلك الاشتراطات وبمنطق الزعامة فيها لصفقة مع المخزن، وبالتالي فهو برسالته يقطع الطريق على كل مباردة مسكونة بهاجس التعاقدات مع الدولة لصالح الريف والمعتقلين وكل الوطن.
إن رسالة الزفزافي وهو ما زال متمسكا بالتهجم على اليسار تحت شعار:"لا للدكاكين السياسية"، وعلى نخبة الريف تحت شعار :"لا للخزوماشوقيين"،ستجعله في موقع القطيعة النهائية مع الجميع، ولا شك أن هذا السلاح التخويني سيحمل هذه المكونات على الدفاع عن ذمتها السياسية والثقافية.
كذلك سترتد هذه الرسالة سلبا داخل سجن عكاشة؛ فما أظن أن حكيم الحراك الأستاذ محمد المجاوي والأستاذ محمد جلول وآخرين سيلوذون بالصمت لهذا الدوس الممنهج لناصر الزفزافي على وضعهم الاعتباري ،لزفزفة الحراك.لا شك أن رسالة ناصر ستعجل بفرز واضح لخريطة الفعل، بالرغم مما ينسبه نوفل المتوكل من وجود ديكتاتورية ناصر داخل سجن عكاشة، والعدمية والشوفينية في جسم الحراك ككل.
أكيد أن العبث الذي بدأ يعرفه الحراك سيحمل الكثير من الفاعلين على الجهر بالحق.وقد استوقفني في كلام الأستاذ محمد أشهبار في مناظرة "حراك الريف واليسار"، ما مفاده، أن الذين ينتقدون الحراك يسدون له خدمة،أفضل من الذين ينتقدونه همسا ويدعمونه علنا.لقد دقت ساعة الحقيقة."لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد"!