الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

القيادي الطلابي اربيعة يحذر من تحول معهد الحسن الثاني للزراعة إلى "إمارة للإخوان المسلمين" !

القيادي الطلابي اربيعة يحذر من تحول معهد الحسن الثاني للزراعة إلى "إمارة للإخوان المسلمين" ! عبد العاطي اربيعة
آثار إعلان تنظيم محاضرة دينية بعنوان "تجديد الإيمان والتوبة"بقاعة المرحوم "بول باسكون" بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، بالرباط، ليلة الأربعاء 30 من الشهر الجاري، جدلا واستغرابا، بل واستنكارا، أيضا، على اعتبار أن مثل هذا النشاط يجب أن يبقى بعيدا عن أماكن البحث والعلم والتحصيل.
وفي هذا الإطار اتصلت "أنفاس بريس"بعبد العاطي اربيعة، الكاتب الوطني للشبيبة الطليعية، لمعرفة وجهة نظره في الأمر فوافانا بالورقة التالية :
للإجابة عن السؤال المطروح تستوقغني ثلاث إشارات رئيسية :
أولا- لا بد من استحضار السياق العام، والمتسم بالهجوم المستمر على التعليم العمومي، وخصوصاً الجامعي منه، ولعل القانون الإطار والذي يهدف إلى الإجهاز على المدرسة العمومية خير دليل على ذلك.
فلطالما كانت الجامعة الجبهة الأولى للتصدي لكل السياسات اللاديمقراطية واللاشعبية المنتهجة بالمغرب، خصوصا تلك المتعلقة بالمدرسة المغربية، وبالتالي كان لا بد من تطويع هذه الجبهة، والذي شرع منذ زمن بعيد، انطلاقا من الحظر القانوني الذي تعرضت له النقابة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في مثل هذا التاريخ من 1973 (بالضبط 23 يناير 1973)، مرورا بدخول قوى الإسلام السياسي في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، تحت مسمى تحرير الجامعة من "الاتحاد الوثني لملاحدة المغرب".
ليستمر هذا المسلسل لتحويل الجامعة المغربية من منبر للعلم والمعرفة وصرح لتخريج الأطر والكوادر، إلى مشتل لتوليد العنف والعنف المضاد.
ثانيا- لا بد أن نربط ذلك بإفلاس قوى الإسلام السياسي، سياسيا واخلاقيا، ومحاولة تبرير ذلك بكل الوسائل الممكنة ولعل خير دليل على ذلك تدوينة حامي الدين "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم غيركم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم".
ثالثا- لا بد من الإشارة إلى أن المغاربة كانوا متدينين دينا وسطيا معتدلا، قبل أن تتم أدلجته منذ دخول تنظيم الشبيبة الإسلامية حاملا معه الفكر الإخواني، واستغلال المشترك الديني للشعب المغربي لأغراض سياسية، ولتمرير هذا الخطاب استغلوا كل المرافق والمؤسسات التي قد تسمح لهم بذلك، وعلى رأسها الجامعات والمعاهد العلمية.
و بالتالي، فهذا النشاط المتعلق بمحاضرة في موضوع" تجديد الإيمان والتوبة" بتاريخ 30 يناير 2019 بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة الرباط، يأتي في هذا الإطار، والذي قد يبدو في ظاهره نشاطا عاديا، لكنه يحمل في طياته أهدافا إديولوجية ترتبط بهذه القوى، وهو ما يجب أن يعيه طلبة وطالبات المعهد.
تأسيسا على ذلك؛ تبدو الحاجة إلى ضرورة تملك شبابنا اليوم إلى فكر نقدي قادر على مواجهة القوى الرجعية، في إطار مشروع ثقافي جامع، وهو ما لن يتأتى إلا بتضافر جهود كل القوى المؤمنة بالتغيير الديمقراطي، فلا يمكننا أن نفصل هذه المعركة الثقافية عن معركة الديمقراطية ضد التكتل المعادي لأي تغيير والذي لا تشكل فيه القوى الأصولية إلا طرف.