الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

السلطات الجزائرية تتحالف مع الإحتلال الإسرائلي في إهانة لاجئين فلسطينيين

السلطات الجزائرية تتحالف مع الإحتلال الإسرائلي في إهانة لاجئين فلسطينيين حسبتهم إخوانا ودروعا، فكانوها، لكن لأعدائي...

قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان": "إن السلطات الجزائرية مازالت تحتجز 53 لاجئا فلسطينيا منذ أكتوبر الماضي، وأنها تستعد لترحيلهم إلى قطاع غزة عبر مصر".

وحمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من جينيف السويسرية مقرا له، في بيان له اليوم، السبت 8 دجنبر 2018، السلطات الجزائرية مسؤولية حماية طالبي اللجوء الفلسطينيين الذين تعتزم السلطات ترحيلهم إلى غزة عبر مصر، ورأى أن ذلك قد يعرضهم لانتهاكات خطيرة ويخالف حقوقهم كطالبي لجوء.

وبين المرصد في بيانه، أن هؤلاء اللاجئين، والذين تقدر أعدادهم بـ53 لاجئا، بينهم عدة أطفال، وصلوا إلى الجزائر بطريقة غير قانونية، وذلك بعد أن خرجوا من قطاع غزة هربا من الحصار والحروب المتكررة التي يتعرض لها القطاع المحاصر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومنها غادروا إلى مصر وصولاً إلى موريتانيا، وبعدها خرجوا بواسطة مهربين إلى صحراء مالي في رحلة غاية في الخطورة استمرت نحو 7 أيام حتى وصلوا إلى حدود الجزائر في الأول من أكتوبر الفائت.

 ونقل المرصد عن أحد اللاجئين المحتجزين، قوله: "عندما خرجنا من غزة إلى مصر توجهنا إلى موريتانيا التي كانت حينها لا تطلب تأشيرة لدخول الفلسطينيين، وبعدها انتقلنا إلى صحراء مالي، حيث بدأت رحلة العذاب استمرت لمدة أسبوع فتعرضنا للسرقة والنهب من قبل قطاع الطرق الذين سطوا على أموالنا وكل ما نملك، حتى أُجبرنا على أكل لحوم الحيوانات الميتة للحفاظ على حياتنا".

ولفت المرصد الحقوقي الدولي إلى أن السلطات الجزائرية قامت بأخذ بصمات طالبي اللجوء المذكورين وعرضتهم للمحاكمة بسبب دخولهم البلاد بطريقة غير قانونية، حيث حُكم عليهم بالسجن مدة 3 أشهر مع وقف التنفيذ، مع إعطائهم مهلة لتسوية أوضاعهم. غير أن السلطات تقوم باحتجازهم منذ ذلك الحين في مخيم للاجئين وتمنعهم من التحرك بحرية، فيما تم إبلاغهم مؤخرا بوجود نية لترحيلهم إلى قطاع غزة عبر مصر.

ونقل البيان عن ذات المصدر، قوله: "نحن الآن مسجونون في كرفانات في مركز إيواء تحيط به الأسلاك الشائكة والجدران. في الصباح يقدمون لنا الحليب، ويحضرون الغذاء والعشاء معاً حيث يقدمون لنا "المعكرونة".

وأضاف: "الحراس لا يسمحون لنا بالخروج لشراء أي شيء، وإذا أردنا أن نشتري شيئاً من الخارج فإن الحراس هم الذين يشترونه لنا ولكن بأسعار مضاعفة".

وذكر ذات المصدر أن طالبي اللجوء الفلسطينيين المحتجزين بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على استمرار احتجازهم من قبل السلطات الجزائرية وتوجهها لترحيلهم، حيث تدهورت صحة عدد من المحتجزين، مشيراً إلى حضور مسؤولين رسميين من أمن الولاية أخبروهم أنهم سيخرجون خلال "عشرة أيام"، لكن تلك الوعود لم تتحقق.

ويخشى طالبو اللجوء من أن ترحيلهم إلى مصر قد يعرضهم للتعذيب والإهانات النفسية والجسدية، بالإضافة إلى حرمانهم لاحقاً من أي أمل بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح الفلسطيني ـ المصري، والذي تسيطر عليه السلطات المصرية.

بدورها، شددت "سارة بريتشيت"، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي، على ضرورة التزام الجزائر بمبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين باعتباره مبدأً عرفياً في القانون الدولي، والذي يقضي بعدم جواز طرد اللاجئين بأي صورة إلى حدود البلدان التي تكون حياتهم فيها وحريتهم مهددتين بالخطر.

ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات الجزائرية إلى ضمان عدم إعادة اللاجئين الفلسطينيين قسرياً إلى قطاع غزة، ودراسة طلباتهم بصورة منفردة، مشدداً على أنه وبالرغم من توقف الحرب في غزة، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة

وطالب المرصد بوقف احتجاز طالبي اللجوء وتأمين أوضاع إنسانية لهم إلى حين البت في طلباتهم كطالبي لجوء أو إعطائهم الفرصة لتسوية أوضاعهم وفق ما قررته المحكمة الجزائرية.